الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف أحياء الفاشر ويتحدث عن تدمير مركبات وقتلى مدنيين وسط تصعيد ميداني يشمل بورتسودان

قسم الأخبار الدولية 09/05/2025
اتهم الجيش السوداني، الجمعة، «قوات الدعم السريع» بشن قصف مدفعي مكثف على أحياء مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، مساء الخميس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وسط تصاعد لافت في أعمال العنف غربي السودان.
وذكرت وزارة الدفاع السودانية في بيان أن وحدات من الجيش اعترضت تحركاً عسكرياً كبيراً للدعم السريع على متن 26 مركبة قتالية، مشيرة إلى أنها نجحت في تدمير تلك المركبات بشكل كامل خلال الاشتباك، إضافة إلى “تحييد وإصابة العشرات” من عناصر القوة المهاجمة.
وتزامن هذا التصعيد في دارفور مع استمرار هجمات بالطائرات المسيّرة على مدينة بورتسودان الساحلية، والتي تحوّلت منذ اندلاع الحرب إلى مقر مؤقت للحكومة السودانية. وأكد مصدر عسكري أن المدينة تعرضت لقصف جوي لليوم السادس على التوالي، استهدف مواقع وصفها بـ”الاستراتيجية”، دون أن يحدد الخسائر.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على خلفية صراع على السلطة وتباين في المواقف بشأن دمج الأخيرة داخل المؤسسة العسكرية كجزء من عملية انتقال سياسي كانت تستهدف إقامة حكم مدني.
وخلف الصراع المستمر واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في المنطقة، حيث أجبر القتال أكثر من 12 مليون سوداني على الفرار من منازلهم داخل البلاد أو اللجوء إلى الدول المجاورة، بحسب تقديرات أممية. كما تدهورت الأوضاع المعيشية بشكل حاد، وسط انهيار البنية التحتية، وانعدام الخدمات الصحية، وغياب أي أفق لحل سياسي شامل.
ويخشى مراقبون أن يؤدي تصاعد المواجهات في الفاشر وبورتسودان إلى توسيع رقعة النزاع في مناطق كانت حتى وقت قريب بعيدة نسبياً عن ساحة الاشتباك، مما يضع مزيداً من الضغوط على المجتمع الدولي لإنعاش جهود الوساطة المتعثرة.