الجيش السوداني يبحث مقترح هدنة أميركية وسط تحركات دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد بعد سقوط الفاشر

قسم الأخبار الدولية 04/11/2025
ناقش مجلس الأمن والدفاع السوداني، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مقترحاً تقدّمت به الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في السودان، في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، بعد أيام من سيطرة الأخيرة على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور.
وأكد مصدر حكومي في بورتسودان أن المجلس عقد اجتماعاً طارئاً لبحث تفاصيل المبادرة الأميركية التي تهدف إلى إرساء هدنة إنسانية شاملة تمهّد لاستئناف العملية السياسية. وتزامن ذلك مع أنباء عن استعداد «الدعم السريع» لتوسيع نطاق عملياتها نحو منطقة كردفان وسط البلاد، ما يثير مخاوف من انتقال القتال إلى مناطق جديدة.
وفي القاهرة، أجرى الموفد الأميركي الخاص لإفريقيا، مسعد بولس، سلسلة لقاءات مع مسؤولين مصريين وعرب لوضع اللمسات الأخيرة على المبادرة. والتقى بولس وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث شدد الطرفان على ضرورة وقف القتال وتهيئة مناخ سياسي يفضي إلى تسوية سودانية-سودانية.
وتندرج هذه التحركات ضمن جهود «المجموعة الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، والتي تسعى منذ أشهر لإحياء المسار التفاوضي بين طرفي النزاع بعد فشل جولات سابقة في جدة وأديس أبابا.
وفي الدوحة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «وقف فوري للعنف»، محذراً من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان، وحثّ الجيش و«الدعم السريع» على الانخراط في مفاوضات جدية عبر مبعوثه الخاص.
وأدت الحرب، التي اندلعت في أبريل 2023، إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة، لتصبح واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فيما يواصل الوسطاء الدوليون مساعيهم الحثيثة لتجنب انهيار الدولة بشكل كامل.
					
					


