الجيش الباكستاني يطارد المسلحين لثلاثة أشهر ويسجل مقتل مئات من عناصر طالبان
قسم الاخبار الدولية 22/10/2024
شنّ الجيش الباكستاني حملة مطاردة مكثفة استمرت لمدة ثلاثة أشهر ضد مسلحي حركة “طالبان” في المناطق الحدودية الشمالية الغربية من البلاد.
أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات من المسلحين التابعين للحركة، وسط تصعيد واضح في العمليات العسكرية التي تستهدف تطهير المناطق المتاخمة لأفغانستان من العناصر الإرهابية.
وتُعد هذه الحملة جزءًا من استراتيجية باكستانية أوسع لاحتواء التهديدات الإرهابية المتزايدة التي تسببت في زعزعة استقرار البلاد على مدى السنوات الأخيرة.
تمركزت العمليات العسكرية في مناطق إقليم خيبر بختونخوا ومناطق القبائل القريبة من الحدود الأفغانية، حيث تُعتبر تلك المناطق معاقل رئيسية لحركة طالبان. واستخدمت القوات الباكستانية في حملتها تكتيكات متطورة شملت الهجمات الجوية والبرية والعمليات الخاصة لتعقب المسلحين وتدمير مراكز تدريبهم ومخابئهم.
وأكدت التقارير الصادرة عن الجيش أن الحملة كانت ناجحة في ضرب البنية التحتية للمسلحين، وتعطيل خططهم لمهاجمة أهداف أمنية وحكومية في باكستان.
من جانبه، أشاد رئيس أركان الجيش الباكستاني بهذه الحملة وأكد أن العمليات جاءت في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب. كما أشار إلى أن باكستان عازمة على اجتثاث الإرهاب بكل أشكاله، وعدم السماح بعودة المسلحين للتمركز في تلك المناطق التي أضحت هدفًا لهجمات طالبان المتكررة.
في المقابل، لم يصدر رد فعل رسمي من حركة طالبان باكستان بشأن الخسائر التي لحقت بها خلال هذه العمليات، لكن يُتوقع أن تؤدي هذه الحملة إلى إضعاف قدراتها على شن هجمات مستقبلية في باكستان، خاصة مع تعزيز الجيش سيطرته على المناطق الحدودية.
تأتي هذه العمليات في وقت حساس، حيث تواجه باكستان تحديات داخلية على صعيد الأمن والاستقرار، وسط تصاعد التوترات الإقليمية المتعلقة بتدهور الوضع الأمني في أفغانستان المجاورة بعد استيلاء طالبان على السلطة هناك. وتعتبر المناطق الحدودية بين البلدين ملاذًا آمنًا لكثير من الجماعات المسلحة التي تستغل التضاريس الجبلية والحدود غير الواضحة لتنفيذ هجماتها.
ويتوقع المحللون أن تستمر الحملة العسكرية على المدى الطويل، حيث يسعى الجيش الباكستاني إلى استعادة السيطرة الكاملة على المناطق المضطربة، وتوفير بيئة آمنة للسكان المحليين الذين طالما عانوا من وجود الجماعات المسلحة والاضطرابات الأمنية. وفي ظل هذا التصعيد العسكري، تبقى الأنظار متجهة إلى كيفية تطور الوضع الأمني في باكستان، وإلى مدى فعالية الجهود العسكرية في احتواء التهديدات المتزايدة التي تفرضها الجماعات المسلحة.