الجيش الإسرائيلي يوسع توغله في حي الشجاعية شرق غزة وسط موجة نزوح جديدة

قسم الأخبار الدولية 04/04/2025
وسّع الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، عملياته البرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، معلناً بدء تحرك ميداني جديد يستهدف “تعميق السيطرة وتوسيع نطاق التأمين الدفاعي”، وفقاً لما ورد في بيان رسمي. وترافقت العملية مع تحذيرات لسكان المنطقة بإخلاء منازلهم، ما أدى إلى موجة نزوح جماعية نحو وسط وغرب المدينة.
تقدم ميداني وقتال عنيف
أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته اشتبكت مع مقاومين فلسطينيين في المنطقة، وتمكنت من “تحييد عدد منهم”، إلى جانب تدمير منشآت حيوية وصفها بأنها “بنى تحتية عسكرية”، بما في ذلك مجمع قيادة تابع لحركة حماس، كان يُستخدم في “توجيه العمليات”. وأظهرت التحركات الميدانية تقدم أرتال من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في عمق الحي، وسط دوي انفجارات عنيفة.
تحذيرات عاجلة ونزوح جماعي
وأطلق الجيش إنذارات مباشرة عبر مكبرات الصوت ومنشورات جوية للسكان المحليين، طالبهم فيها بإخلاء الحي فوراً. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي إن “الجيش سيعمل بقوة شديدة في مناطقكم لتدمير البنية التحتية الإرهابية”، داعياً السكان للانتقال إلى مراكز إيواء محددة في غرب غزة. وتسببت هذه التحذيرات في خروج آلاف العائلات في مسيرة نزوح متكررة، وسط مشاهد مؤلمة تتكرر منذ أشهر في القطاع.
خطة أمنية جديدة وتصعيد في التصريحات
في سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة لإنشاء “ممر أمني” جديد في قطاع غزة، يُطلق عليه “ممر موراج”، نسبة إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة كانت بين رفح وخان يونس. وأوضح أن الممر سيمتد بين المدينتين الجنوبيتين، في خطوة أثارت مخاوف من نوايا ضم فعلية لأجزاء من جنوب القطاع.
وأكد نتنياهو أن “إسرائيل تمارس ضغطاً متزايداً على حماس لاستعادة الرهائن”، مهدداً بتكثيف العمليات في حال استمرار تعثر المفاوضات. من جهته، أشار وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى أن تل أبيب تسعى للسيطرة على مساحات واسعة من غزة وضمها إلى ما يُسمى “المناطق الأمنية” الإسرائيلية.
مخاوف إنسانية وارتباك ميداني
ويأتي هذا التوسع العسكري في وقت يعيش فيه سكان غزة أوضاعاً إنسانية متفاقمة، في ظل استمرار القصف، ونقص المواد الغذائية والطبية، والانقطاع الشبه الكامل للخدمات الأساسية. ويخشى المراقبون من أن تؤدي العمليات الأخيرة إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، خاصة مع تزايد الحديث عن تغيير جغرافي وأمني واسع النطاق في جنوب القطاع.