الجيش الأميركي يجري تدريبات عسكرية مع بنما لحماية قناة بنما وسط تصاعد الجدل بشأن النفوذ الصيني

قسم الأخبار الدولية 14/07/2025
أجرى الجيش الأميركي، بالتنسيق مع القوات البنمية، سلسلة مناورات عسكرية في محيط قناة بنما، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن في هذا الممر البحري الاستراتيجي الذي يربط المحيطين الهادئ والأطلسي، ويُعدّ شريانًا حيويًا للتجارة العالمية.
ووصلت إلى مطار بنما-باسيفيك، الذي كان يُعرف سابقًا بقاعدة هوارد الأميركية، ثلاث مروحيات عسكرية من طراز بلاك هوك وشينوك تابعة للجيش الأميركي، وذلك ضمن التحضيرات لتدريبات مشتركة تستمر حتى نهاية الأسبوع. وأكد مايكل بالاسيوس، المفوض المساعد للخدمة الوطنية الجوية البحرية البنمية، أن هذه التدريبات تهدف إلى رفع جهوزية القوات البنمية لصد أي تهديد محتمل قد يستهدف القناة الحيوية.
وتأتي هذه المناورات وسط تصاعد النقاشات السياسية داخل بنما حول الاتفاقية الثنائية التي تتيح للولايات المتحدة استخدام منشآت عسكرية جوية وبحرية بنمية لأغراض تدريبية دون إنشاء قواعد دائمة. ورغم أن هذه التدريبات تُجرى منذ أكثر من عقدين، إلا أن توقيتها هذا العام يكتسب بعدًا خاصًا، خصوصًا بعد التصريحات المثيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اتهم بكين بامتلاك “نفوذ كبير” على قناة بنما، وهدّد في وقت سابق بـ”استعادة القناة” لضمان حرية مرور السفن الأميركية.
ويعبر نحو 40% من حاويات التجارة الأميركية و5% من التجارة العالمية عبر القناة، ما يضفي عليها أهمية استراتيجية كبرى، ويجعلها محل تنافس بين القوى الدولية. وفي هذا السياق، اعتبر ترامب في تصريحات سابقة أن القناة لم تكن لتُبنى لولا التدخل الأميركي، مطالبًا بضمان عبور آمن للسفن الأميركية العسكرية والتجارية.
ورغم تلك التصريحات، أكد الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو أن إدارة القناة تخضع لهيئة مستقلة هي “هيئة قناة بنما”، وهي التي تحدد رسوم المرور وتنظم الحركة دون تدخل خارجي. وفي ظل حساسية الوجود العسكري الأميركي في البلاد، والذي انتهى رسميًا في عام 1999، شدد المسؤولون البنميون على أن التدريبات الجارية تحترم السيادة الوطنية بالكامل.
ويُنظر إلى هذه التدريبات بوصفها مؤشراً على عودة الزخم العسكري الأميركي في مناطق نفوذها التقليدية، بالتوازي مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين في أميركا اللاتينية.