أخبار العالمإفريقيا

الجزائر ومدريد تعيدان تفعيل الحوار الأمني مع تحسن العلاقات بعد أزمة دامت عامين

استأنفت الجزائر وإسبانيا تعاونهما الأمني بعد فترة طويلة من التوتر الدبلوماسي، إذ أكد الجانبان خلال زيارة وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد إلى مدريد أهمية تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، في خطوة تعكس عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي بعد أزمة استمرت منذ مارس 2022.

وشهد اللقاء بين مراد ونظيره الإسباني فيرناندو غراند مارلاسكّا غوميز مناقشة آليات التعاون بين المؤسسات الأمنية في البلدين، بما يتماشى مع الاتفاقيات الثنائية الخاصة بمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب. ووفق بيان لوزارة الداخلية الجزائرية، شملت المباحثات قضايا مثل الجريمة العابرة للحدود، وتهريب الأسلحة والمخدرات، والجرائم السيبرانية، والاتجار بالبشر، ما يعكس إدراك الطرفين لتصاعد التهديدات الأمنية وضرورة تعزيز التنسيق لمواجهتها.

وأكد مراد خلال المحادثات على الدور الذي تلعبه الجزائر في معالجة ملف الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى نجاح بلاده في إعادة أكثر من 8 آلاف مهاجر غير نظامي إلى بلدانهم بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. كما شدد على أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب نهجاً شاملاً يركز على التنمية في دول المصدر، لضمان حلول مستدامة تحد من تدفق المهاجرين.

وتأتي هذه التطورات بعد تحسن تدريجي في العلاقات بين البلدين منذ الخريف الماضي، حيث أزيلت القيود على التجارة الثنائية، وأعيد السفير الجزائري إلى مدريد في نوفمبر، بعد فترة من الجمود الدبلوماسي بسبب موقف إسبانيا من ملف الصحراء الغربية. وكان لقاء وزيري الخارجية الجزائري والإسباني، الأسبوع الماضي في جوهانسبورغ، قد شكل خطوة تمهيدية نحو إعادة بناء الثقة بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.

ورغم أن مدريد لم تتراجع رسمياً عن دعمها لموقف الرباط بشأن الحكم الذاتي للصحراء، فإن استئناف التعاون الأمني والتجاري يعكس رغبة الطرفين في تجاوز الخلافات والتركيز على المصالح المشتركة، خاصة في ظل التحديات الأمنية الإقليمية المتزايدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق