الجزائر..ملحمة نضال بددت أحلام المستعمر
تونس-تونس-2-11-2020
في الخامس والعشرين من مايو عام 1830 ، صحا الشعب الجزائري الآمن في دياره على وقع مدافع البوارج الفرنسية في حملة عسكرية بأربعين ألف جندي مزودين بأحدث الأدوات الحربية وأسطول مكوَن من700 سفينة.
لم يكن الإحتلال في موازين القوى عائقا أمام إرادة الشعب الجزائري الذي فجر انتفاضات وثورات قادها كل من الأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة وغيرهما من الأحرار.
واحتفلت الجزائر وأحرار الأمة العربية والعالم،امس الأحد، بالذكرى السادسة والستين لاندلاع ثورة التحرير الشعبية المسلحة التي انطلقت في الفاتح من نوفمبر عام 1954 ،بقيادة جبهة التحرير الوطني، وكان إطلاق أول رصاصة من جبال الأوراس بمثابة صفحة جديدة، فتحت عهدا جديدا من الكفاح النوعي، الذي ظل وما يزال مرجعا لحركات التحرر عبر العالم.
لقد استفاق العالم، على وقع زخم مقاومة لم يعهدها المستعمر، لاستعادة حرية الشعب الجزائري الذي عانى عقودا طويلة من الإحتلال والمجازر ومحاولات محو الهوية الجزائرية ومن نصب المستعمر قلاعه وسجونه .
انطلقت شرارة الثورة بمشاركة 1200 مجاهد وأربعِمائة 400 قطعةِ سلاح جُلبت أغلبها من القطر الليبي بمساعدة رجال أحرار.وسرعان ما عانقت جموع الشعب نساءً ورجالا هذه الثورة وانخرطت في معركة التحرير المقدسة.
وبرزت قيادات تاريخية صلبة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: أحمد بن بلّة وعميروش آيت حمودة والعربي بن مهيدي وكريم بلقاسم ورابح بيطاط ومصطفى بن بولعيد وديدوش مراد وحسيبة بن بو ومحمد بوضياف وعلي والعقيد محمد شعباني وعبان رمضان وجبارة بشير وسليماني سليمان وأمحمد بوقرة ومختار باجي…
لقد عمّ صدى ملاحم الثورة كل أرجاء الوطن العربي والعالم..احتضنها جمال عبد الناصر دعما سياسيا وعسكريا ما جعل فرنسا وبريطانيا وإسرئيل تشن عدوانها الثلاثي على مصر عام 1956 في محاولة لخنق الثورة الجزائرية عبر تجفيف منابع دعمها..وكان أحرار ليبيا أيضا حاضرين بقوة من خلال الدعم وتمرير السلاح وتخصيص فضاءات ومزارع لتدريب الثوار.. كما وجدت الدعم والمساندة من الشعب التونسي، فامتزجت الدماء التونسية -الجزائرية في ساقية سيدي يوسف الحدودية،وفي منطقة إيسيّن على الحدود الليبية-الجزائرية .
سبع سنوات من الكفاح المتواصل،قدَم خلالها الشعب الجزائري مليونا ونصف المليون من الشهداء في سبيل تحرير الجزائر التي كان المستعمِر يصرّ على أنها فرنسية .
وتوجت هذه الثورة بتحقيق الإستقلال في الخامس من يوليو عام 1962 لتكون بذلك شرارة النور التي أنارت دروب الشعوب المضطهدة وقوّت مسيرة كفاحها من أجل الخلاص والإنعتاق.