الجزائر تواصل تضييق الخناق على الإرهاب وتروّج لتجربتها كمثال يُحتذى دوليًا
قسم الأخبار الدولية 08/05/2025
كثفت السلطات الأمنية الجزائرية عملياتها ضد بقايا الجماعات الإرهابية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الوطني، الأربعاء، عن توقيف 11 عنصراً يدعمون التنظيمات الإرهابية في عمليات متزامنة بعدة ولايات، إلى جانب استسلام إرهابي مسلح بمحافظة برج باجي مختار الجنوبية، كان بحوزته رشاش وذخيرة حية.
وأتت هذه التطورات تزامنًا مع تنظيم الجيش الجزائري مؤتمراً دولياً رفيع المستوى حول ظاهرة الإرهاب في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية، بحضور كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين وخبراء جزائريين وأجانب.
واعتبر الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن الجزائر قدّمت نموذجاً فريداً في مواجهة الإرهاب، بفضل تمسك الشعب بمؤسساته السيادية وتضحيات الجيش، مشدداً على أن بلاده لا تقبل المزايدة على خبرتها الطويلة في مكافحة الظاهرة، سواء على الصعيد الأمني أو ضمن مقاربات متعددة الأبعاد تشمل المعالجة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.
وذكّر شنقريحة بتجربة الجزائر خلال “العشرية السوداء” في تسعينيات القرن الماضي، حين واجهت الدولة موجة إرهابية دموية خلفت عشرات آلاف الضحايا، وتمكّنت لاحقاً من اجتثاث التنظيمات المسلحة، مشيراً إلى أن الجيش واجه الإرهاب “حينما كان التواطؤ والتردد يسيطر على المشهدين الإقليمي والدولي”، في إشارة ضمنية إلى التوترات الأخيرة مع سلطات مالي بعد حادثة إسقاط طائرة مسيّرة في أبريل الماضي.
وأكد شنقريحة أن نجاح بلاده في هذا المسار لم يقتصر على المعالجة الأمنية بل شمل تأسيس نموذج شامل للوقاية من الإرهاب، أصبح اليوم “بوصلة يُهتدى بها دولياً”، بحسب وصفه. ولفت إلى أن هذا النموذج يرتكز على مقاربات تكاملية تجمع بين العمل الميداني واليقظة الفكرية والتعاون الإقليمي والدولي.
ويُنتظر أن تختتم فعاليات المؤتمر الخميس، بعد سلسلة من الجلسات التي شهدت حضور مستشارين من رئاسة الجمهورية، وقيادات القوات المسلحة، وممثلين عن المعاهد البحثية، ومفكرين متخصصين في الدراسات الاستراتيجية ومكافحة التطرف.
