أخبار العالمإفريقيا

الجزائر تحتفل بـ«يوم الجيش» وسط تفعيل قانون التعبئة وتحذيرات من أخطار خارجية

احتفلت الجزائر اليوم، الاثنين، باليوم الوطني للجيش الموافق لـ4 أغسطس، في أجواء رسمية مشحونة بالتأكيد على الجاهزية العسكرية والتحذير من التهديدات الخارجية، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من دخول قانون التعبئة العامة حيز التنفيذ.

ويُخلّد هذا التاريخ إعلان تأسيس الجيش الوطني الشعبي سنة 1962، بديلاً عن جيش التحرير الوطني الذي قاد الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. وبهذه المناسبة، نظّمت وزارة الدفاع استعراضات عسكرية موسعة، وأصدرت خطاباً لرئيس الأركان الفريق أول سعيد شنقريحة، أشاد فيه بتضحيات الجيش في مختلف مراحل تاريخ البلاد، لا سيما خلال “العشرية السوداء” في تسعينات القرن الماضي، معتبراً أن الجيش سيظل “الضامن للسيادة والوحدة الوطنية رغم كيد الأعداء”.

سياق إقليمي متوتر

تأتي هذه الاحتفالات في ظل تصاعد الخطاب الأمني الرسمي في الجزائر، مع تعمق التوترات مع المغرب منذ قطع العلاقات عام 2021، وتدهور العلاقات مع مالي والنيجر، وتصعيد جديد مع فرنسا بعد ما وصفته الجزائر بـ”انحياز باريس للموقف المغربي في نزاع الصحراء”.

ويتماهى هذا المناخ مع مضامين «قانون التعبئة العامة» الذي فُعّل الأسبوع الماضي، إذ ينص على تمكين الدولة من استدعاء الأفراد القادرين على الخدمة الوطنية، وتعبئة الموارد الاقتصادية والبشرية، وتحويل مؤسسات الدولة من حالة السلم إلى حالة الحرب. كما يمنح القانون صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

رسائل سياسية وأمنية

خطاب شنقريحة تضمّن تحذيرات صريحة من “الزمن الغادر”، وتأكيداً على “الاستعداد التام” لمواجهة المخاطر، فيما كرّس احتفال هذا العام الخطاب الرسمي القائم على “حتمية التهديد الخارجي”، وهي سردية تكررت في السنوات الأخيرة لتبرير رفع الجاهزية الأمنية والعسكرية.

وقد استُكملت الاحتفالات بعرض عسكري حضره الرئيس تبون، وبث وثائقي موحد في سبع قنوات حكومية يعرض “أدوار الجيش في حماية البلاد وحفظ السيادة”، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع.

موقع الجيش في النظام السياسي

يُعدّ الجيش الجزائري مؤسسة مركزية في الحياة السياسية منذ الاستقلال، إذ لعب أدواراً حاسمة في فترات التحول والأزمات. ويمثل هذا الاحتفال مناسبة لتأكيد الثقل المؤسسي للمؤسسة العسكرية في الدولة الجزائرية، وترسيخ فكرة أن “الأمن القومي يبدأ من الجبهة الداخلية ويتطلب تعبئة مستمرة”، بحسب الخطاب الرسمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق