الجبل الأصفر دولة شبكات التواصل الإجتماعي!
نهى بكر: دكتورة بالجامعة الامريكية في مصر
ظهرت علينا يوم الخامس من سبتمبر الجاري في شبكات التواصل الإجتماعي، سيدة خمسينية العمر، راقية الملبس، تدعي نادرة نصيف، تقف في مدينه أوديسا في أوكرانيا كما تقول هي، لتقرأ من ورقة، بيانا باللغة العربية الممزوجة باللهجة اللبنانية، وتعلنَ قيام مملكة جديدة تسمي مملكة الجبل الأصفر،ونصبت السيدة نفسها رئيسة وزراء المملكة المزعومة، وادّعت وجود ملك لم تذكر اسمه أو كينونته.
ولم يوضح البيان حدود الدولة طبقا لخطوط الطول والعرض لهذه المملكة المزعومة، ولكن قيل إنها على الحدود بين مصر والسودان، وقدرت مساحاتها ب ٢٦٠٠ كم مربع، والهدف من إنشائها، طبقا للبيان، هو إقامة دولة سلام للاجئين العرب والمسلمين ليجدوا حياة كريمة، بدون الإشارة إلى باقي لاجئي العالم من غير المسلمين، أو المتحدثين باللغة العربية. وبينما التزمت مصر والسودان الصمت الرسمي تجاه هذا الترويج، امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي بالتكهنات والتحليلات.
وتوالت الأراء بين من يري أن تلك المملكة المزعومة جزء من الحل السياسي غير المعلن لما يسمي صفقة القرن، حيث أعلن سابقا الشق الإقتصادي فقط لتلك الصفقة، وأن مساحة الـ ٢٦٠٠ كيلو متر مربع ستكون دولة فلسطين الجديدة، ومنهم من رأى أن الأمر هو محاولة لتسليط الضوء علي ملف حلايب وشلاتين وهي المنطقة المتنازع عليها بين مصر والسودان، حيث تعلن مصر تبعيتها مستندة علي اتفاقية 1899 الموقعة بين مصر وبريطانيا، ومنهم من اعتبر الأمر ملهاة تخترعها بعض الدول أو لتصوير خطر قادم للألتفاف حول الحكام.
وطبقا للقانون ، أركان الدولة أربعة هي: الإقليم، وشعب يسكنه، وحكومة ذات سيادة، واعتراف دولي في مرحلة لاحقة، وهي أركان افتقرها اللإعلان حيث إن الإقليم غير محدد، والشعب غير موجود ولكن طبقا للإعلان سيتم جلبه من اللاجئين.
يشار أيضا إلى أن الإعلان تم تصويره في أحد شوارع دولة أوكرانيا المتسقة مع أناقة السيدة نادرة التي يستبعد قدرتها علي الوقوف تحت حرارة الشمس في المنطقة المعلن عن قيام المملكة المزعومة فيها ، أما الإعتراف الدولي فهو من باب الخيال، برغم الإدعاءات بأن المملكة المزعومة تلقت برقيات تهنئة من الدول الصديقة بدون تسمية هذه الدول في سياق عملية الإيهام والترويج