التوترات الحدودية تُلقي بظلالها على التبادل الثقافي بين الهند وباكستان رغم دعوات نيودلهي للتهدئة والتقارب عبر الفن والموسيقى

قسم الأخبار الدولية 01/07/2025
سعت الهند، في أعقاب تصاعد التوترات مع باكستان، إلى فرض تدابير احترازية لضمان أمنها القومي، لكنها أكدت في الوقت نفسه على أهمية الحفاظ على قنوات التواصل الثقافي بين الشعبين، كوسيلة لبناء الثقة وتعزيز السلام في جنوب آسيا. وبرزت هذه المواقف وسط أجواء مشحونة أعقبت أحداث العنف الأخيرة في كشمير، التي أسفرت عن ضحايا في صفوف المدنيين.
ورغم اتخاذ إجراءات تقنية مؤقتة ضد بعض المنصات والحسابات الرقمية المرتبطة بمحتوى قادم من باكستان، شددت دوائر ثقافية هندية عدة على أن الفن والموسيقى يجب أن يبقيا بمنأى عن الأزمات السياسية. ودعت شخصيات بارزة في صناعة الترفيه الهندية إلى «فصل الثقافة عن الخلافات»، مشيرة إلى أن العلاقات التاريخية بين الشعبين تتجاوز النزاعات العابرة.
وتمثّل السينما والموسيقى من الهند وباكستان مجالاً واسعاً للتقارب والتأثير المتبادل، حيث لا تزال الأغاني والمسلسلات والدراما تجد طريقها إلى الجماهير على الجانبين، رغم القيود الظرفية. وتواصل أعمال باكستانية تصدّر قوائم المشاهدة في الهند، فيما تحافظ الأفلام الهندية على مكانتها في المنصات الباكستانية.
وأوضحت شخصيات فنية من الطرفين أن الجمهورين ما زالا متعطشين للفن والمحتوى العابر للحدود، مشيرين إلى أن الشعوب غالباً ما تبني جسوراً من التفاهم تفوق في متانتها أي خلاف سياسي. وقال الفنان الباكستاني علي غُل بير، إن «الفن وحده يمكنه أن يكون ساحة المواجهة، بدلاً من الصراعات المسلحة»، في إشارة إلى أمله في إبقاء الموسيقى وسيلة للتقارب.
وفي حين أعربت وزارة الإعلام الهندية عن تمسكها بحقوق البلاد الأمنية، شددت أيضاً على أهمية توجيه الإعلام والثقافة نحو ترسيخ قيم السلام. وسبق لرئيس الوزراء ناريندرا مودي أن أكد في خطابات سابقة أن «السلام هو الخيار الوحيد لمستقبل مشترك مزدهر في المنطقة».
وبينما تختلف المواقف السياسية بين نيودلهي وإسلام آباد، يظل الأمل معقوداً على القوى الناعمة، مثل الفن والتعليم والإعلام، كوسائل لإعادة بناء الثقة وتعزيز التواصل الإنساني بين بلدين يتقاسمان اللغة والتاريخ، ويمتلكان من القواسم الثقافية ما يفوق بكثير ما يفرّقهما سياسياً.
وتؤكد الهند في هذا السياق أنها منفتحة على أي مبادرة تفتح الطريق للحوار الثقافي والتبادل الفني، شريطة احترام المبادئ الأساسية للأمن والتعايش السلمي، مشددة على أن السلام في جنوب آسيا ليس فقط ضرورة سياسية، بل واجب أخلاقي تجاه الأجيال القادمة.