التصعيد يلوح في الأفق مع وصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود وتكهنات بضربة إسرائيلية وشيكة ضد إيران

قسم الأخبار الدولية 12/06/2025
أعادت التطورات النووية الإيرانية ملف طهران إلى واجهة الاهتمام الأميركي والدولي، بعد انتهاء المهلة التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 12 أبريل للتوصل إلى اتفاق جديد يقيّد الأنشطة النووية الإيرانية. وبينما تتجه المفاوضات نحو جولة سادسة في عمان، تصاعدت مؤشرات الفشل، ما دفع بمسؤولين أميركيين وأوروبيين إلى التحذير من أن إسرائيل باتت على أتم الاستعداد لشن هجوم عسكري ضد منشآت إيران النووية، حتى من دون موافقة واشنطن.
وأثار إعلان طهران نيتها تدشين منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم ورفع مخزوناتها من المواد الانشطارية ردود فعل غاضبة، خصوصاً بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران لم تمتثل لالتزاماتها، ما شكل أول إدانة رسمية منذ عقدين. واعتبرت مصادر دبلوماسية غربية هذا القرار تمهيداً محتملاً لإحالة الملف إلى مجلس الأمن، تزامناً مع دخول الاتفاق النووي لعام 2015 مرحلته الأخيرة مع اقتراب موعد “ساعة الغروب” في أكتوبر المقبل، مما قد يعيد فرض العقوبات الدولية إذا فُعلت آلية “سناب باك”.
ودفعت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون إلى التصويت على القرار بعد إخفاق طهران في تقديم تفسيرات بشأن آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة، بما في ذلك منشأة بارزين العسكرية. ووفقاً للاستخبارات الأميركية، فإن طهران قد تحتاج لأشهر قليلة لتجميع المواد الانشطارية الكافية لإنتاج سلاح نووي، علماً بأن نسبة التخصيب الحالية بلغت 60%، وهي أعلى بكثير من المسموح به للأغراض السلمية.
القلق تصاعد أكثر بعد أن سحبت الولايات المتحدة أفرادها الدبلوماسيين وعائلات عسكرييها من العراق وعدد من دول المنطقة، في ما اعتُبر إجراءً وقائياً قبيل ضربة محتملة. وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن البنتاغون بات في “حالة تأهب قصوى”، فيما تحدثت نيويورك تايمز عن ضغط إسرائيلي متواصل على ترمب لمهاجمة إيران، وسط تراجع ملحوظ في تفاؤل الرئيس الأميركي بإمكانية الوصول إلى تسوية، خاصة بعد رفض المرشد الإيراني المقترح الأميركي القاضي بخفض تدريجي للتخصيب.
وتحدث ترمب هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، دون الكشف عن تفاصيل المكالمة، وسط أنباء عن اجتماع أمني رفيع المستوى في البيت الأبيض لمناقشة خيارات عسكرية متقدمة قدمها قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، الذي كان من المقرر أن يدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ قبل أن تُؤجل من دون تفسير.
ومع اقتراب جولة محادثات جديدة بين المفاوضين الأميركيين والإيرانيين الأحد المقبل، يبدو أن احتمالات الوصول إلى اتفاق باتت ضئيلة، بينما تتكثف التحضيرات على الأرض لاحتمال الدخول في مواجهة عسكرية تعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط بأكمله.