التجارة الخارجية الصينية تحافظ على نمو مستقر رغم التحديات الخارجية

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 15-04-2025
أظهرت بيانات رسمية أصدرتها الهيئة العامة للجمارك يوم الاثنين الماضي أن إجمالي واردات وصادرات الصين من السلع توسع من حيث القيمة باليوان بنسبة 1.3 بالمائة على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام الجاري، الأمر الذي يعكس المرونة القوية للاقتصاد الصيني، واستمراره في تحقيق نمو مطرد رغم الرياح المعاكسة الخارجية.
ووفقا للهيئة، بلغت قيمة الصادرات خلال الفترة المذكورة 6.13 تريليون يوان (حوالي 850.1 مليار دولار أمريكي) بزيادة 6.9 بالمائة، في حين تراجعت قيمة الواردات بنسبة 6 بالمائة لتسجل 4.17 تريليون يوان.
وفي مؤتمر صحفي، أوضح وانغ لي جيون، نائب رئيس الهيئة، أنه على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتصاعد الحمائية التجارية وتنامي التوترات الجيوسياسية، تمكنت التجارة الخارجية الصينية من الحفاظ على نمو مستقر وتحقيق تقدم في التنمية العالية الجودة خلال العام الجاري.
وأشارت الجمارك إلى تحسن الهيكل التجاري للتجارة الخارجية الصينية بشكل ملحوظ، حيث توسعت واردات وصادرات قطاع تصنيع المعدات بنسبة 7.6 في المائة على أساس سنوي في فترة يناير – مارس، ما يمثل قرابة نصف إجمالي التجارة الخارجية في البلاد.
وبدوره قال ليوي دا ليانغ، متحدث باسم الهيئة العامة للجمارك في المؤتمر الصحفي، إن صادرات الصين إلى أكثر من 170 دولة ومنطقة شهدت توسعا في الربع الأول، مع تسجيل نمو قوي في قطاعات التصنيع الراقي والذكي والأخضر.
في مارس وحده، ارتفعت واردات وصادرات الصين بنسبة 6 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في تحسّن واضح مقارنة بثباتها في فبراير الماضي وتراجعها بمقدار 2.2 في المائة في يناير الماضي وفقا لبيانات الهيئة.
وأشار ليوي إلى أن صادرات الصين تواجه الآن وضعا خارجيا معقدا وحادا لكن “السماء لن تسقط”.
وقال إن الصين حققت تقدما مطردا في تنويع أسواق تجارتها الخارجية وتعميق التعاون في الصناعة وسلسلة التوريد مع الشركاء في شتى أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن السوق المحلية الواسعة للصين تمثل دعما قويا للاقتصاد، مضيفا أن البلاد ستحول اليقين المحلي إلى أداة لمواجهة التقلبات العالمية.
وأوضح المتحدث أن التراجع في الواردات خلال الربع الأول يُعزى إلى عوامل مختلفة مثل انخفاض أسعار السلع العالمية وانخفاض أيام العمل.
وأضاف أن الصين التزمت بتعزيز الانفتاح على مستوى عال وزيادة حجم الواردات، وتقاسم فرص التنمية مع بقية العالم، مشيرا أن الصين حافظت على مكانتها كثاني أكبر مستورد في العالم للسنة الـ16 على التوالي، حيث ارتفعت حصتها من الواردات العالمية من 7.9 في المائة الى 10.5 في المائة.
وبالنظر إلى المستقبل، قال ليوي إن الصين لديها إمكانات هائلة لنمو الواردات، حيث تعتبر السوق الصينية الضخمة فرصة كبيرة للعالم.
وفيما يتعلق بالشركاء التجاريين، أوضحت بيانات الهيئة العامة للجمارك أن رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) ظلت أكبر شريك تجاري للصين في الربع الأول من العام الجاري. وخلال هذه الفترة بلغت التجارة بين الصين دول الآسيان 1.71 تريليون يوان، بزيادة 7.1 في المائة عن العام السابق، ما يمثل 16.6 في المائة من إجمالي قيمة التجارة الصينية.
وخلال الفترة من يناير إلى مارس، ارتفعت التجارة الخارجية الصينية مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 1.4 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 1.3 تريليون يوان، ومع الدول الشريكة للحزام والطريق بنسبة 2.2 في المئة إلى 5.26 تريليون يوان، وهو ما يمثل 51.1 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية للصين.
وزادت التجارة الخارجية الصينية مع الولايات المتحدة بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 1.11 تريليون يوان خلال الفترة المذكورة، على الرغم من الاضطرابات الناجمة عن سياسات التعريفة الجمركية المتهورة من السلطات الأمريكية، وفقا لوانغ.
وأكد وانغ مجددا أن “التعريفات الجمركية المتبادلة” الأمريكية تخرب النظام الاقتصادي والتجاري الدولي الحالي، وتضع المصالح الأمريكية فوق المصالح العامة للمجتمع الدولي، وتنتهك بشكل خطير قواعد منظمة التجارة العالمية وتقوض النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد، كما أنها تعطل النظام الاقتصادي العالمي.
وأضاف أنه لا يوجد فائز في حرب تجارية، وإن الحمائية طريق مسدود، مردفا أن الصين ستواصل العمل مع الأطراف الأخرى لمعارضة التنمر بالتعريفات الجمركية والهيمنة الأمريكية والحفاظ على النظام التجاري المتعدد الأطراف والعولمة الاقتصادية.
المصدر: وكالة شينخوا