الانقسامات تعمّق أزمة السودان مع اقتراب مشاورات أديس أبابا وسط جدل حول استبعاد حكومة «تأسيس» الموازية

قسم الأخبار الدولية 23/09/2025
احتجّت حكومة «تأسيس» الموازية المدعومة من قوات «الدعم السريع» على استبعادها من المشاورات التي يعتزم «الاتحاد الأفريقي» عقدها في أديس أبابا بين 6 و10 أكتوبر المقبل بمشاركة «إيغاد» والجامعة العربية والأمم المتحدة. رئيس وزراء الحكومة الموازية محمد حسن التعايشي وصف الخطوة بأنها «انحياز واضح» يقوّض فرص نجاح أي عملية سياسية، مؤكداً أن استبعاد حكومته، التي يعتبرها «طرفاً محورياً»، يعكس غياب الحياد ويضعف إمكانية التوصل إلى سلام شامل.
الاتحاد الأفريقي وجّه الدعوات لعدد من القوى المدنية، بينها «الكتلة الديمقراطية» و«تحالف صمود» بقيادة عبد الله حمدوك، لكنّه تجاهل تحالف «تأسيس» الذي يمثل الحاضنة السياسية لحكومة «الدعم السريع». وقد رفض تحالف «صمود» المشاركة احتجاجاً على ما اعتبره تغييباً لأطراف رئيسية وغياب الشفافية بشأن أجندة الحوار. في المقابل، أعلنت قوى سياسية مدنية متحالفة مع الجيش السوداني رفضها القاطع لأي مشاركة لحكومة «تأسيس»، معتبرة أنها «حكومة غير شرعية» سبق أن رفضها الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية.
البيئة السياسية المعقدة تعكس عمق الانقسام داخل السودان، حيث يسيطر الجيش على الشمال والوسط والشرق بعد استعادة الخرطوم، فيما تهيمن قوات «الدعم السريع» على دارفور وأجزاء من كردفان. هذا التوزع الجغرافي والعسكري يجعل أي عملية سلام رهينة بمشاركة الطرفين الرئيسيين، ما يثير الشكوك حول قدرة مشاورات أديس أبابا على صياغة اتفاق متماسك.
الاتحاد الأفريقي كان قد حذّر سابقاً من الاعتراف بالحكومة الموازية، معتبراً أنها تعمّق الانقسام. غير أنّ استبعادها بالكامل من العملية السياسية يثير مخاوف من أن يظل أي اتفاق مرتقب هشّاً وغير شامل، خصوصاً في ظل استمرار المواجهات المسلحة وتباين الرؤى حول مستقبل الحكم الانتقالي. بذلك، تدخل مشاورات أديس أبابا وسط أجواء انعدام ثقة وتباين في أولويات الأطراف، ما يجعل فرص النجاح رهينة بقدرة الوسطاء على ضمان شمولية الحوار ومعالجة جذور الأزمة.