الاستخبارات الأميركية تحذر من سباق تسلح مداري قد يعجز عن صده مشروع “قبة ترمب الذهبية”

قسم الأخبار الدولية 14/05/2025
حذّرت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية من تصاعد التهديدات الصاروخية القادمة من الصين وروسيا وإيران، مؤكدة أن هذه الدول تطور قدرات هجومية جديدة قد تتجاوز فعالية منظومة “القبة الذهبية” الدفاعية التي يخطط لها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي لم تتضح تفاصيلها حتى الآن.
ووفق تقرير نقلته وكالة “بلومبرغ”، كشفت الاستخبارات أن الصين قد تمتلك بحلول عام 2035 ما يصل إلى 700 صاروخ باليستي عابر للقارات مزود برؤوس نووية، إلى جانب 60 سلاحاً من نظام القصف المداري الجزئي، وهو نظام يتيح للصواريخ النووية التحليق في مدارات منخفضة ثم الانقضاض على أهدافها بزمن طيران أقصر من الصواريخ الباليستية التقليدية، مع القدرة على تجاوز أنظمة الإنذار المبكر الأميركية.
وأظهرت البيانات أن روسيا قد تزيد بدورها ترسانتها إلى 400 صاروخ باليستي عابر للقارات و12 صاروخاً مداريًا، بينما يُحتمل أن تبدأ إيران، التي لا تملك حالياً مثل هذه الأسلحة، في امتلاك 60 صاروخًا باليستيًا نوويًا بحلول الفترة ذاتها.
وأبدت واشنطن قلقًا متصاعدًا من التطورات الصينية تحديدًا، بعد أن نفذت بكين في 2021 تجربة صاروخية على نظام مداري جزئي، وصفها رئيس هيئة الأركان الأميركية آنذاك، الجنرال مارك ميلي، بأنها “خطوة خطيرة ومثيرة للقلق الشديد”.
التقرير أشار أيضًا إلى أن الصين قد تمتلك 4000 مركبة انزلاقية فرط صوتية بحلول 2035، وهي مركبات يمكن تسليحها نووياً وتتفادى أنظمة الدفاع الأميركية الحالية بفضل سرعتها ومساراتها المتغيرة.
أما بشأن منظومة “القبة الذهبية” التي يعدها البيت الأبيض درعاً شاملاً للولايات المتحدة، فما زالت تفاصيلها شحيحة. وبينما لم يُحسم بعد ما إذا كانت ستغطي كامل الأراضي الأميركية بما فيها ألاسكا، قدّرت مكتب الميزانية في الكونغرس تكلفة تنفيذ هذه المنظومة بنحو 542 مليار دولار خلال 20 عامًا، وهو رقم قد ينخفض إلى 161 مليار دولار في الحد الأدنى بحسب حجم الأسلحة التي توضع في المدار وتكاليف الإطلاق.
وتعيد هذه الخطط إلى الأذهان مشروع “حرب النجوم” الذي أطلقه الرئيس الراحل رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي دون أن يكتمل، ما يثير تساؤلات حول مدى واقعية المشروع الجديد في ظل التطور السريع للتقنيات الهجومية المعادية.