الاحتلال يوسّع حملة الاقتحامات بالضفة وكاتس يمنع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى وسط تصاعد الانتهاكات

قسم الأخبار الدولية 31/10/2025
واصل الجيش الإسرائيلي، الجمعة، تصعيد عملياته في الضفة الغربية، حيث شنّ حملة مداهمات واعتقالات واسعة شملت رام الله وبيت لحم وقلقيلية وطولكرم ونابلس وأبو ديس، في وقت أثار فيه قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين، موجة إدانات حقوقية واسعة.
ونفّذت قوات الاحتلال اقتحامات متزامنة فجر اليوم، داهمت خلالها عشرات المنازل واعتقلت أكثر من 20 فلسطينياً، بينهم أطفال وشبان، وأخضعت العشرات لتحقيقات ميدانية في مخيم الدهيشة وبلدات رام الله، مستخدمة الكلاب البوليسية وعمليات تفتيش وصفتها مصادر محلية بأنها «عشوائية وعنيفة». وأكدت تلك المصادر أن الجنود استخدموا أساليب ترهيب ممنهجة تهدف إلى «كسر إرادة السكان وإشعارهم بانعدام الأمان»، في استمرار لسياسة القمع التي تصاعدت منذ أكتوبر 2023.
وجاءت هذه الحملة بعد يوم من اغتيال ثلاثة فلسطينيين في قرية كفر قود قرب جنين، بزعم إعدادهم لهجوم مسلح. وقال كاتس إن الجيش سيواصل عملياته في الضفة الغربية تحت مبرر «مكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن القوات ستبقى متمركزة في جنين وطولكرم «حتى القضاء على التهديدات».
في المقابل، فجّر كاتس جدلاً جديداً بإصداره أمراً رسمياً يمنع الصليب الأحمر من زيارة المعتقلين الفلسطينيين المصنفين كـ«مقاتلين غير شرعيين»، وهو تصنيف يطاول آلاف الأسرى. وعلّل الوزير القرار بـ«مقتضيات أمن الدولة»، بينما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن القرار جاء استجابة لضغوط من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يرفض منذ أشهر السماح بزيارات الرقابة الدولية.
وقد أثار القرار ردود فعل غاضبة داخل إسرائيل وخارجها، إذ اعتبره المستشار القانوني لجمعية الحقوق المدنية، عوديد فيلر، «انحداراً أخلاقياً خطيراً»، مؤكداً أن شهادات الأسرى تكشف عن ممارسات «تعذيب وتجويع وسوء معاملة ممنهج»، وأن غياب الرقابة الدولية يفتح الباب أمام انتهاكات أوسع.
بدوره، اتهم نادي الأسير الفلسطيني كاتس وبن غفير بـ«توفير غطاء رسمي لجرائم السجون»، مشيراً إلى أن إسرائيل تحتجز حالياً نحو 9100 أسير، بينهم 400 طفل و49 امرأة، في ظروف «غير إنسانية». ودعا النادي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، مؤكداً أن ما يجري يرقى إلى «جرائم إبادة ممنهجة».
ومع استمرار الاعتقالات اليومية وتدهور أوضاع السجون، تتصاعد التحذيرات من أن سياسات إسرائيل في الضفة والسجون تنذر بموجة توتر جديدة، قد تعيد إشعال المواجهات في عموم الأراضي الفلسطينية.
 
					 
					


