أخبار العالمالشرق الأوسط

الاحتجاجات تتصاعد في معاقل العلويين بسوريا وسط تدهور الأوضاع المعيشية

شهدت مدن وبلدات سورية ذات غالبية علوية تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، في مشهد غير مألوف يعكس تصاعد الاستياء الشعبي من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة في البلاد. وتركّزت الاحتجاجات في محافظات مثل اللاذقية وطرطوس، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بتحسين الظروف المعيشية، وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والوقود، التي أصبحت شبه معدومة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها سوريا.

وعبّر المتظاهرون عن غضبهم من تفاقم الأزمات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وسط تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق. كما طالب المحتجون بإصلاحات اقتصادية حقيقية ووقف الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية، الذي يراه كثيرون أحد أبرز أسباب تدهور الأوضاع في البلاد.

في المقابل، حاولت السلطات السورية تهدئة الأوضاع من خلال وعود بتحسين الخدمات، وزيادة الدعم الاجتماعي، وإصلاحات محدودة في بعض القطاعات. إلا أن هذه الوعود لم تفلح في امتصاص الغضب الشعبي، خاصة مع استمرار المعاناة اليومية للمواطنين في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وتأتي التظاهرات في وقت حساس تعيشه سوريا، حيث تواجه الحكومة ضغوطًا اقتصادية متزايدة بفعل العقوبات الغربية، وغياب الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى الانقسامات الداخلية وتحديات إعادة الإعمار. ويرى مراقبون أن خروج احتجاجات في مناطق محسوبة تقليديًا كحاضنة شعبية للحكومة السورية يمثل مؤشرًا خطيرًا على مستوى الغضب الشعبي، وقد يفتح الباب أمام مزيد من التوترات إذا لم يتم التعامل مع مطالب المحتجين بجدية.

أمّا على الصعيد الدولي، لم تصدر بعد مواقف واضحة من هذه الاحتجاجات، إلا أن العديد من التقارير تشير إلى مراقبة دقيقة من الأطراف المعنية بالشأن السوري، خشية أن تتوسع رقعة الاحتجاجات وتتحول إلى أزمة سياسية أعمق تزيد من تعقيد المشهد السوري المتأزم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق