قسم الأخبار الدولية 30/01/2025
تسلّمت الإمارات الدفعة الأولى من مقاتلات “رافال” الفرنسية، في إطار اتفاقية دفاعية كبرى مع شركة “داسو للطيران”، لتعزيز قدراتها الجوية وتطوير إمكانيات قواتها المسلحة.
صفقة استراتيجية تعكس متانة العلاقات الإماراتية-الفرنسية
جاء تسلّم الطائرات ضمن صفقة ضخمة تشمل 80 مقاتلة، وهي الأكبر في تاريخ الصناعة الدفاعية الفرنسية. وتم توقيع الاتفاقية في ديسمبر 2021، بقيمة تتجاوز 16 مليار يورو، ما يجعلها من أكبر صفقات التسلح التي أبرمتها الإمارات، وأحد أبرز العقود العسكرية في أوروبا خلال السنوات الأخيرة.
وأكدت وزارة الدفاع الإماراتية أن هذه الخطوة تعكس التزام الدولة بتحديث قدراتها الدفاعية، وتعزيز أمنها القومي، عبر اقتناء أحدث التقنيات العسكرية المتطورة.
قدرات “رافال” وتعزيز التفوق الجوي للإمارات
جرى تسلّم الدفعة الأولى خلال احتفال رسمي في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور محمد المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين العسكريين الإماراتيين والفرنسيين.
وعبّر المسؤولون الإماراتيون عن أهمية هذه الخطوة في دعم الجاهزية القتالية لسلاح الجو الإماراتي، فيما شدد الجانب الفرنسي على التزامه بتعزيز التعاون العسكري مع الإمارات، باعتبارها شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا في المنطقة.
تعد مقاتلات “رافال” من الجيل الرابع المتقدم، وتتميّز بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة، تشمل التفوق الجوي، والقصف البري، والاستطلاع، والهجمات البحرية. كما تتمتع بأنظمة حرب إلكترونية متطورة، ومجموعة واسعة من الأسلحة الذكية، مما يجعلها إضافة نوعية للقوات الجوية الإماراتية.
دور الصفقة في التوازن الإقليمي
يأتي اقتناء الإمارات لهذه الطائرات في ظل توجهها نحو تعزيز استقلالية قرارها الدفاعي، وتحديث قدراتها العسكرية ضمن رؤية أوسع للأمن الإقليمي. ويعزز ذلك من مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في المشهد الأمني الخليجي، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة.
إلى جانب صفقة “رافال”، تمتلك الإمارات وفرنسا تعاونًا عسكريًا واسع النطاق يشمل التدريبات المشتركة وتبادل الخبرات الدفاعية. كما تستضيف الإمارات قاعدة فرنسية في أبوظبي، ما يعكس مستوى الشراكة العسكرية العميقة بين البلدين.
ومع استمرار عمليات التسليم حتى عام 2030، من المتوقع أن تؤدي هذه الصفقة إلى تعزيز القدرات الدفاعية الإماراتية، ورفع مستوى التكامل العملياتي بين القوات الجوية الإماراتية ونظيرتها الفرنسية.