الإعلام الإسرائيلي مصدوم: نحتل بيت حانون منذ عام و8 أشهر والكمائن تفتك بجنودنا

قسم الأخبار الدولية 08-07-2025
أعرب الإعلام العبري عن صدمته إزاء الكمين المعقد الذي نفذته كتائب القسام في بيت حانون شمال قطاع غزة مساء أمس الإثنين 07-07-2025، وأدى إلى مقتل خمسة جنود من كتيبة “نتساح يهودا” وإصابة أربعة عشر آخرين، بينهم حالات حرجة، في منطقة دمرها الاحتلال بالكامل، ويسيطر عليها منذ أشهر.
ووفق إذاعة جيش الاحتلال، بدأ الحدث بعد الساعة العاشرة مساء، حين كانت قوة راجلة من كتيبة “نتساح يهودا” تتحرك في المنطقة، وقد انفجرت عبوتان ناسفتان متتاليتان استهدفتا الجنود بدقة رغم أن الموقع خضع مؤخرا لهجمات جوية كثيفة.
وخلال محاولة إجلاء المصابين، تعرضت قوة الإنقاذ لهجوم ناري مباغت من كمين آخر، ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى وتعقيد عملية الإخلاء، مما استدعى استدعاء تعزيزات إنقاذ إضافية.
الإذاعة نفسها أكدت أن نمط “الكمين المركب” بات شائعا لدى مقاتلي القسام، وقد استخدم في عمليات سابقة، مثل الهجوم في خان يونس الذي أسفر عن مقتل سبعة جنود.
ولفتت الإذاعة إلى أن العملية جرت في المنطقة العازلة لبيت حانون، على بعد حوالي كيلومتر واحد فقط من السياج الحدودي، وحوالي 3 كيلومترات من مستوطنة سديروت.
من جانبه قال المحلل لإذاعة جيش الاحتلال، دورون كادوش، إنه تم تسجيل ثلاث ملاحظات مركزية حول الكمين.
وقال كادوش إن أكثر من 70 في المئة من قتلى الجيش في المناورات داخل قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة سقطوا نتيجة العبوات الناسفة، سواء المزروعة على الطرق أو داخل المباني.
ولفت إلى أن مقاتلي القسام، باتوا أكثر جرأة، يخرجون من الأنفاق ويهاجمون مباشرة، حتى بعد التفجير، حيث يواصلون الاشتباك مع قوات الإجلاء، ويتم تصوير هذه العمليات غالبا بزوايا متعددة لأغراض دعائية.
وأشار المحلل العسكري، إلى أنه رغم السيطرة المتواصلة عليها منذ بدء العملية البرية، ورغم العمليات المتكررة فيها، إلا أن حماس تعود للمنطقة، مستفيدة من شبكة أنفاق تحت الأرض تسمح لها بتعزيز تمركزها من جديد، ما يجعل بيت حانون مركز اشتباك متكرر.
وأبدى صدمته بالقول: “بيت حانون تعرضت للاحتلال وإعادة الاحتلال مرات لا تحصى، كيف نجحت مجموعة مسلحة في زرع أربع عبوات ناسفة، بينها واحدة بتفجير عن بعد، دون أن تكتشف؟ المنطقة تعد خاضعة لسيطرة الجيش بالكامل”.
بدورها قالت المراسل العسكري للقناة 14 العبرية، هيليل بيتون روزين، إن الجيش يخوض مواجهات مستمرة في بيت حانون، منذ عام وثمانية أشهر، ورغم ذلك، يتكبد خسائر بشرية فادحة.
وقال المراسل العسكري، بموقع واللا العبري، أمير بوحبوط، إن زرع وتفجير عبوات في هذه المنطقة ليلا، يدل على امتلاك الفلسطينيين قدرات متقدمة للرصد، بما فيها استخدام وسائل للرؤية الليلية، ومراقبة تحركات الجيش بدقة.
من جانبها قالت القناة 12 العبرية: إن “الجيش استهدف الموقع جويا في الأيام الأخيرة، ضمن التحضيرات للمناورة البرية، ولكن لا يزال من غير الواضح كيف تم تفجير العبوات بالجنود، واثنتان من العبوات كانتا موجهتين بدقة تجاه الجنود، بشكل يدل على معرفة طريقة ومكان تحركهم بدقهم”.
وقالت صحيفة معاريف، إن القسام، بات يتبع تكتيكا بشكل متكرر، بتفجير عبوات ناسفة بالقوات، وضرب قوات الإنقاذ القادمة، لتكبيد الجيش خسائر إضافية.
وعلق موقع إنتلي تايمز العبري، على الكمين والخسائر بالقول: “من الضروري إجراء مراجعة دقيقة لكل من الغطاء الاستخباري المرافق، ونمط التشغيل العملياتي، وأمن الميدان، وحالة الإجهاد التي تعاني منها القوة المقاتلة، إضافة إلى إجراءات التعامل مع المواقع المشتبه بها، خاصة وأن هذا ليس الحادث الأول الذي تتعرض فيه قوة لكمين عبوات ناسفة”.
وقال الصحفي يسرائيل بيري هذا الصباح، المعروف بمواقف مناهضة للاحتلال: “العالم أفضل هذا الصباح، بدون خمسة شباب شاركوا في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية”.
وتابع: “لكن، وللأسف، هذا ليس كافيا بالنسبة للطفل في غزة الذي يجرى له الآن تدخل جراحي بلا تخدير، ولا للفتاة التي تموت جوعا في ظلال الحصار، ولا للأسرة التي تحتمي بخيمة مهترئة بينما تنهال القنابل من فوقها هذا نداء إلى كل أم إسرائيلية، لا تسمحي أن يعود ابنك في تابوت… بصفة مجرم حرب”.
وكان جيش الاحتلال، أعلن صباح اليوم الثلاثاء 08 يوليو 2025، مقتل 5 من جنوده، من كتيبة نيتساح يهودا، للمتدينيين اليهود، التابعة للواء كفير للمشاة، في كمين مركب ومعقد في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأشار الجيش إلى سقوط 14 جريحا آخر، وقالت مواقع عبرية إن بعد الحالات حرجة وخطيرة.
ووقع الكمين في منطقة قريبة من السياج الفاصل، شمال شرق بلدة بيت حانون، في منطقة تتواجد بها قوات الاحتلال بصورة مستمرة منذ بداية العدوان على قطاع غزة.