أخبار العالمإفريقيا

الإرهاب ينتعش ويتمدّد من ليبيا إلى أعماق القارة الإفريقية

مابوتو-موزمبيق-17-4-2020 -زهور المشرقي


يجمع عديد الخبراء المتابعين للشؤون الإفريقية،إلى جانب التقارير الإستخباراتية على أن إسقاط الناتو للدولة الليبية بقوة السلاح وتدمير المؤسسات في ليبيا عام 2011، ومجيء جماعة”الإخوان المسلمين”،مثّل منعطفا خطيرا في زحف الإرهاب وتفشيه في القارة الإفريقية وانتشار الجماعات المسلحة حيث تشابكت أنشطة الإرهابيين مع عصابات التهريب والجريمة المنظمة في كامل المنطقة.


شكا من هذا الوضع الخطير عديد رؤساء الدول الإفريقية من بينهم الرئيسان النيجري محمدو يوسوفو والتشادي إدريس دبي،بينما هناك آخرون يكابرون ولايزالون إيهام أنفسهم بغير هذه الحقائق،إما جهلا أو تعمدا لخدمة أجندة هم فيها مجرد وكلاء صغار.

وغالبا ما تشير التقارير إلى السلاح والمال الذي تدفق من ليبيا باتجاه مالي والنيجر وتشاد وتونس غداة سيطرة الميليشيات الإرهابية في ليبيا على مقدرات البلاد،حتى ترعرع الإرهاب وتمدد إلى ما بعد منطقة الساحل والصحراء وصولا إلى أعماق إفريقيا شرقا وغربا.


وبالرغم من أن جنوب شرقي إفريقيا كان يعتبر ذات يوم هادئًا نسبيًا مقارنة بنظرائه في الشمال، إلا أن المنطقة أضحت موطئ قدم للمتشددين المتحالفين مع التنظيمات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء والشمال الإفريقي على غرار تنظيمي”القاعدة” و”داعش”.

وكان معهد للدراسات الأمنية في إفريقيا، قد نشر تقريرا يفيد بحدوث 350 حادث إرهابي في موزمبيق منذ أن هاجمت الجماعة المتطرفة المحلية”أهل السنة والجماعة” في وقت واحد قواعد الشرطة والقوات العسكرية في أكتوبر 2017.

وشن إرهابيون في أقصى شمال موزمبيق سلسلة هجمات واسعة خلال الأسابع الماضية، معلنين أن هدفهم يتمثل في”تطبيق الشريعة الإسلامية”.


وفي ظل رايات سوداء مغطاة بالنقوش العربية، احتلوا لفترة وجيزة نقاطا في ثلاث بلدات في إقليم كابو ديلغادو الشمالي.


كما سيطر عشرات المسلحين، لساعات على بلدات موكيمبوا دا برايا وكيسانغا وميدومبي، ودمروا مراكز الشرطة وبعض المباني العامة والبنى التحتية، قبل أن يبثوا الصور على مواقع التواصل الإجتماعي.
وقال مسؤول في شرطة ميدومبي لوكالة الأنباء الفرنسية،: “لقد دمروا المستشفى وسرقوا الأدوية وأحرقوا محطة البنزين وهاجموا البنك ونهبوا أجهزة الصرف الآلي،ثم رفعوا علمهم على المستشفى وغادروا لمهاجمة القرى المجاورة”.

وللمرة الأولى، منذ بدء نشاطهم في أكتوبر 2017 في هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة، أوضحت الجماعة التي يطلق عليها السكان “الشباب” أهدافها.
وتحدثت تقارير عن قيام هذه الجماعة، بقطع رؤوس سكان مدنيين أو خطفهم وحرق قراهم، بشكل ممنهج.

وأسفرت أعمال العنف عن مقتل ما لا يقل عن 900 شخص ، بحسب منظمة غير حكومية وأدت إلى نزوح ما لا يقل عن 150 ألف شخص، وفقا للسلطات الموزمبيقية.

الوضع في موزمبيق مروع للغاية، لدرجة أن حزبًا معارضا دعا الحكومة إلى إعلان حالة الحرب في مقاطعة كابو ديلغادو الشمالية، حيث استمرت الهجمات الإرهابية لعدة سنوات، بما في ذلك بعض الهجمات التي يدَعيها تنظيم” داعش”،وقد تم تنفيذ ما لا يقل عن 28 هجومًا في هذه الدولة، معظمها من قبل جماعة جهادية تسمى “جماعة الشباب”.


ووقعت الدولة الموزمبيقية اتفاقيات أمنية مع تنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا، من أجل إنشاء قيادة عسكرية إقليمية ونقل المزيد من القوات إلى الشمال

وكانت منطقة كابو ديلغادو، قد شهدت اكتشافات ضخمة للغاز ولذلك استقرت شركات الطاقة العملاقة في موزمبيق، وهناك مشروع قيد العمل بقيمة 25 مليار دولار للغاز الطبيعي المسال تشرف عليه شركة توتال الفرنسية، في حين تسعى شركة (أناداركو بتروليوم) الأمريكية لجمع 14-15 مليار دولار لمشروع غاز طبيعي مسال، علاوة على وجود لعملاق الطاقة الإيطالي(إيني).

وقد طلبت شركات الطاقة من موزمبيق إرسال المزيد من القوات لحراسة عملياتها في أقصى شمال كابو ديلغادو بعد تصاعد هجمات “الجهاديين”.


فهل تعمد الدوائر الرأسمالية الإستغلالية إلى التدخل بحجة حماية مصالحها وشركاتها،وهي الحجة الممجوجة الجاهزة دوما في جعبة قوى الهيمنة والإحتكار؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق