الإرهاب صناعة أمريكية… وورقتها للتمدد واحتلال الدول والتدخل في السيادة الوطنية
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 25-05-2024
اختلطت الأوراق الأمريكية، وشكلت مرحلة العد العكسي للقضاء النهائي على تنظيم “داعش” الإرهابي هاجساً حقيقياً للإدارة الأمريكية، التي سارعت لإعداد حملة إعلامية للبقاء في العراق في مرحلة ما بعد “داعش”.
وتحدث تقرير نشره موقع مجلة “نيو ايسترن أوت لوك” عن هزيمة أمريكا في العراق مقابل القدرة النضالية للشعب العراقي الذي صمد بصمود الشعب والجيش والحشد الشعبي، مؤكداً أن عشرات الجيوش القوية، مع تدريب وتجديد دولي وإقليمي، وشبكات لوجستية، لا تستطيع الظهور والصعود، من حالة الفقر، فالقدرة العملية لتنظيم “داعش” الإرهابي كانت ممكنة مع رعاية ودعم من دولة كبيرة فقط-في إشارة إلى الولايات المتحدة- أما مسلسل الغزو الإمبريالي للمنطقة، والذي بدأ يأخذ أشكاله المختلفة، فقد تجسد في استراتيجية “جيمس جيفري” التي أطلقها لتسويغ بقاء القوات الأمريكية في العراق تحت مسمى “تعزيز قوات الأمن العراقية”، والتي من الممكن أن تكون سياسة الترغيب الأخيرة بيد واشنطن.
وأشار التقرير إلى استراتيجية واشنطن هذه في الإيعاز لأدواتها الخليجيين بالتحرك سريعاً لإبرام عقود في مرحلة إعادة إعمار العراق، والذي سيكون فرصة حقيقية لتمرير خطط استعمارية أمريكية.
فقد قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: “تعتمد الولايات المتحدة على حلفائها الخليجيين في تحمل عبء إعادة إعمار العراق”، معتبراً أن ذلك “سيحقق تقارباً سعودياً- عراقياً ضد النفوذ الإيراني في المنطقة”، مشيراً إلى رغبة أمريكا باستثمار الطرق السريعة البرية والبحرية في العراق، خاصة التي تربط بغداد بالأردن والسعودية، والذي سيكون حسب محللين فرصة لسيطرة أمريكية على هذا الممر اللوجستي، لتوظيفه بالتالي في خطط مستقبلية ضد أهداف إيرانية وسورية، وربما السيطرة الكاملة على العراق.
وأشار التقرير إلى سخرية التورط الخليجي المتمثلة في دعم تنظيم “داعش” الإرهابي على مدار السنوات الماضية في تدمير الدول العربية، “لتساهم الآن في مرحلة إعادة الإعمار”!
فاستطاعت واشنطن جمع جحافل ضخمة من الإرهابيين الذين شكلوا حجر أساس في “التحالف” الأمريكي والخليجي العدواني ضد سورية والعراق واليمن، وكثير من الدول الإقليمية والدولية.
ولفت التقرير إلى استراتيجية واشنطن العسكرية المقبلة على تمديد الوجود الأمريكي في غرب آسيا، بوجوه مختلفة، فعلى الرغم من أن هذا الوجود قد كلف دافعي الضرائب الأمريكيين نحو 5٫6 تريليونات دولار، إضافة للتكلفة البشرية الباهظة جداً، إلا أن سياسة ترامب تميل لتوسيع الحرب في العالم ككل، وهذا ما تسعى إليه واشنطن منذ الحرب الإمبريالية على سورية والعراق مع بداية هذا العقد، فقد كشفت مذكرة سربتها وكالة “الاستخبارات الدفاعية” الأمريكية عام 2012: “أن الولايات المتحدة وبعض دول الخليج العربي والقيادة التركية، سعت لقيام ما يسمى (إمارة إسلامية) في مناطق شرق سورية لغرض محدد هو “عزل الحكومة” عن حلفائها، وبالتالي إيجاد ذريعة لبقاء القوات الأمريكية مدة أطول”.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن استغلال ذريعة “داعش” لتسويغ بقاء القوات الأمريكية في سورية والعراق لن يستمر تأكيداً وتحقيقاً لصدق الحقيقة التاريخية القائلة: الشعوب لا تهزم.