الإدارة الذاتية الكردية تدعو لوقف العمليات العسكرية في سوريا حفاظًا على استقرار المنطقة
قسم الأخبار الدولية 16/12/2024
دعت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا إلى وقف العمليات العسكرية في البلاد، محذرة من أن التصعيد العسكري المستمر قد يهدد استقرار المنطقة ويقوض جهود الحل السلمي. جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته الإدارة، حيث أكدت ضرورة خفض حدة التوترات العسكرية وتجنب التصعيد الذي قد يتسبب في مزيد من معاناة المدنيين.
التحذيرات من تأثيرات التصعيد على الأمن المدني
أشارت الإدارة الذاتية إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة، سواء كانت من قبل القوات السورية أو المجموعات المسلحة الأخرى، أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على حياة المدنيين في المنطقة. وأكدت أن استمرار العمليات العسكرية يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويؤدي إلى زيادة أعداد النازحين والمشردين داخل الأراضي السورية.
وفي هذا الصدد، طالبت الإدارة الذاتية بضرورة إيجاد حلول سياسية وديبلوماسية للصراع المستمر في سوريا، مشيرة إلى أن الوقت قد حان للابتعاد عن الحلول العسكرية التي فشلت في تحقيق أي تقدم حقيقي نحو الاستقرار.
خلفية النزاع في شمال شرق سوريا
تسيطر الإدارة الذاتية الكردية على معظم المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا منذ عام 2012، بعد انسحاب قوات النظام السوري من تلك المناطق في بداية الحرب الأهلية السورية. ومنذ ذلك الحين، قامت الإدارة بتأسيس نظام حكم محلي يعتمد على مبدأ الفيدرالية، في ظل دعم غير مباشر من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي كان يشمل دعمًا لقوات “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية) في محاربة تنظيم داعش.
ومع ذلك، تعرضت المنطقة للتهديدات من جانب القوات التركية، التي تعتبر الميليشيات الكردية في سوريا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف كتنظيم إرهابي من قبل أنقرة. كما أقدمت تركيا على تنفيذ عدة عمليات عسكرية في شمال سوريا بهدف إضعاف التواجد الكردي على حدودها.
الدعوات الدولية للتهدئة
على المستوى الدولي، طالبت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية بضرورة التوقف الفوري عن العمليات العسكرية في سوريا، محذرة من العواقب الإنسانية الخطيرة المترتبة على استمرار هذه العمليات. وفي وقت سابق، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة عدم التصعيد العسكري في مناطق الأكراد، موجهة انتقادات حادة للضغوط التركية على القوات الكردية في المنطقة.
كما أبدت بعض الدول الأوروبية قلقها من التصعيد العسكري في سوريا، داعية إلى العودة إلى طاولة الحوار بين الأطراف المختلفة لتحديد حل شامل للأزمة.
هل تفتح الدعوات لوقف العمليات العسكرية الباب للحوار؟
في ظل الظروف الراهنة، يترقب مراقبون أن تتمكن دعوات الإدارة الذاتية لوقف العمليات العسكرية من دفع الأطراف المختلفة نحو التفاوض والبحث عن حلول سلمية للأزمة السورية. ومع ذلك، فإن المواقف المتباينة بين القوى الإقليمية والدولية قد تشكل عقبة كبيرة أمام الوصول إلى توافق شامل يضمن استقرار المنطقة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الذاتية إلى التفاوض على أساس احترام حقوق الأكراد، يرى البعض أن جهودها قد تصطدم بمعارضة شرسة من قبل النظام السوري وتركيا، وهو ما قد يعقد أي مفاوضات مستقبلية.