أخبار العالمإفريقيا

الأمن المغربي يحبط مخططاً إرهابياً خطيراً لاستهداف منشآت أمنية وحيوية

تمكّنت شرطة مكافحة الإرهاب المغربية من إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف تفجير مقرات أمنية ومنشآت عمومية، بعد توقيف أربعة مشتبه بهم على صلة بتنظيم “داعش” في منطقة الساحل الأفريقي. وأعلن مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، في مؤتمر صحافي بسلا، أن العملية الاستباقية نجحت في تفكيك خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ هجمات باستعمال متفجرات، مما جنب المملكة كارثة أمنية محتملة.

تفكيك الخلية الإرهابية: ارتباط وثيق بتنظيم “داعش

أوقفت السلطات الأمنية المغربية، الأحد الماضي، أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة أشقاء، في منطقة حد السوالم بضواحي الدار البيضاء، بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة حول أنشطتهم المشبوهة. وكشفت التحقيقات أن المشتبه بهم وثّقوا مسبقاً إعلان مسؤوليتهم عن العمليات التي كانوا يعتزمون تنفيذها، والتي تضمنت استهداف مقرات أمنية حساسة، وسوقاً ممتازة، إضافة إلى أماكن عمومية يرتادها المواطنون والسياح.

وأظهرت التحريات أن عناصر الخلية كانوا على اتصال مباشر بأحد القياديين في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الأفريقي، والذي كان يضطلع بدور رئيسي في تسريع عملية التجنيد والتوجيه الأيديولوجي عبر وسائل التواصل الرقمية. كما بينت المعطيات الأولية أن أعمار الموقوفين تتراوح بين 26 و35 عاماً، وأنهم من ذوي المستويات الدراسية المتدنية ويزاولون مهنًا متواضعة، ما يجعلهم عرضة للاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة.

تصاعد خطر الإرهاب العابر للحدود في أفريقيا

حذر الشرقاوي من تنامي التهديدات الإرهابية القادمة من القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن التنظيمات المتطرفة، خصوصاً تلك الناشطة في الساحل الأفريقي، تسعى إلى توسيع نفوذها في شمال أفريقيا والمغرب. ووفقًا للمعطيات الاستخباراتية، فقد غادر 130 متطرفاً مغربياً إلى بؤر التوتر في الصومال ومنطقة الساحل منذ أواخر عام 2022، ما يشكل تهديداً مستمراً للأمن الوطني.

وفي إطار الكشف عن تفاصيل المخطط الإرهابي، عرضت السلطات الأمنية خلال المؤتمر الصحافي مجموعة من المحجوزات المضبوطة، من بينها أسلحة بيضاء، ومواد كيماوية، وأسلاك كهربائية، وأجهزة اتصال، مما يعكس الطبيعة الخطيرة لهذا المخطط ودرجة الاستعداد لدى منفذيه.

النهج المغربي في مكافحة الإرهاب                          

رغم تصاعد التهديدات الإرهابية في أفريقيا، نجح المغرب في البقاء بمنأى عن الهجمات المتطرفة في السنوات الأخيرة، بفضل مقاربته الأمنية الاستباقية، التي تعتمد على تفكيك الخلايا الإرهابية قبل تنفيذ عملياتها. فمنذ تفجيرات الدار البيضاء عام 2003، أعلنت المملكة تفكيك عشرات الخلايا المتطرفة، ما عزز سجلها في مكافحة الإرهاب.

وفي هذا السياق، أشار الشرقاوي إلى خطورة الاستقطاب الأسري الذي تلجأ إليه التنظيمات الإرهابية، حيث باتت تعتمد بشكل متزايد على تجنيد أفراد من العائلة نفسها، ما يجعل كشف هذه الشبكات أكثر تعقيدًا. كما أكد أن الخلية المفككة كانت تستخدم تقنيات الإرهاب الفردي، وهي استراتيجية ينتهجها “داعش” لتنفيذ عمليات يصعب التنبؤ بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق