الأمم المتحدة تناقش سبل التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة

نيويورك-الأمم المتحدة-07-8-2020
ناقشت جلسة مجس الأمن، أمس الخميس، العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث أثار خبراء مخاوف جدية بشأن التحالفات الإنتهازية الناشئة بين الأطراف المتحاربة التي تتشارك العداء تجاه السلطات الوطنية، وتسعى إلى استغلال نقاط الضعف الناجمة عن أزمة جائحة كورونا.

وتثير أزمة فيروس كورونا مجموعة جديدة من التحديات للسلطات الوطنية، حيث يسعى المجرمون إلى استغلال نقاط الضعف التي تسببها عمليات الإغلاق وتحويل أنماط السفر.

وقدمت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، تقرير الأمين العام عن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأعضاء لمعالجة الصلات بين الإرهاب والجريمة المنظمة.

وقالت المسؤولة الأممية إن التقرير يعكس مساهمات نحو 50 دولة عضوا و15 كيانا منضويا في اتفاق التنسيق لمكافحة الإرهاب، وكذلك المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب وفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات.

وأوضحت أن الدول الأعضاء سلطت الضوء على مجموعة من الروابط، في كثير من الأحيان فيما يتعلق بتمويل الإرهاب.

وقد أفاد الكثير من الدول بأن الإرهابيين والمجرمين المنظمين يتعاونون على أساس الأراضي المشتركة أو المصلحة المشتركة، وغالبا ما يعتمدون على الروابط الشخصية التي تحدث في السجون.

وذكرت والي أن دولا عديدة أفادت أيضا بأن الإرهابيين يستفيدون من الأنشطة الإجرامية المنظمة، مثل الإتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين والإختطاف، بهدف الحصول على فدية، وكذلك الإتجار غير المشروع بالمخدرات.

وشددت الدول الأعضاء أيضا على الحاجة إلى التعاون عبر الحدود من خلال المنتديات الإقليمية والإتفاقات الثنائية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) ومعاهدات المساعدة القانونية المتبادلة.

ن جانبه، لفت فلاديمير فورونكوف، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الإنتباه إلى أسبوع مكافحة الإرهاب الإفتراضي، الذي عقد في يوليو، والذي جمع أكثر من 1000 ممثل من الدول الأعضاء والمجتمع المدني، لمناقشة القضايا الحاسمة للأمم المتحدة الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.

وأضاف: “أظهرت مناقشاتنا وجود تفاهم وقلق مشترك بين الدول الأعضاء من أن الإرهابيين يحصلون على الأموال من الإتجار غير المشروع بالمخدرات والسلع والموارد الطبيعية والآثار، وكذلك الإختطاف للحصول على فدية والإبتزاز وارتكاب جرائم بشعة أخرى.”

قال فورونكوف إن المتحدثين سلطوا الضوء على ارتفاع كبير في الجرائم الإلكترونية في الأشهر الأخيرة، بنسبة زيادة بلغت 350 في المائة في مواقع التصيد على الإنترنت، في الربع الأول من عام 2020 – العديد منها يستهدف المستشفيات وأنظمة الرعاية الصحية.

وأوضح فورونكوف أن “الإرهابيين يستغلون الإضطراب والصعوبات الإقتصادية الكبيرة التي تسببها جائحة كورونا بهدف نشر الخوف والكراهية والإنقسام والدعوة إلى التطرف وتجنيد متابعين جدد”.

وفي أجزاء كثيرة من العالم، يستغل الإرهابيون المظالم المحلية وسوء الحكم لإعادة تجميع قواهم وتأكيد سيطرتهم، وهنا يكون “العمل الجماعي والتعاون الدولي مطلوبين الآن أكثر من أي وقت مضى”.