الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر مع تصاعد المعارك في السودان وتحذّر من انزلاق البلاد إلى الفوضى الشاملة

قسم الأخبار الدولية 05/11/2025
حذّرت الأمم المتحدة من خروج الحرب الدائرة في السودان عن السيطرة، بعد التوسع الكبير في رقعة القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، التي واصلت هجماتها على مدن رئيسية في ولايتي دارفور وكردفان، متجاهلةً دعوات التهدئة والمقترحات الدولية لوقف إطلاق النار.
جاء التحذير بعد يوم واحد من اقتحام «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت احتدمت فيه المعارك في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، حيث شنّت القوات المهاجمة غارة دامية على تجمع عزاء أودت بحياة نحو 40 مدنياً وأصابت العشرات، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلقه البالغ إزاء الأزمة المروّعة» التي تعصف بالسودان، مؤكداً أن «الوضع الإنساني والأمني يتدهور يوماً بعد يوم»، فيما حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من تفاقم التوتر في ولايات كردفان مع ازدياد التحركات العسكرية من الجانبين.
وذكرت مصادر ميدانية أن الجيش و«قوات الدعم السريع» كثّفا حشودهما في شرق وجنوب الأبيض خلال الأسبوعين الماضيين، في مؤشر على استعداد الطرفين لجولة جديدة من المواجهات رغم المساعي الأميركية والسعودية والمصرية والإماراتية عبر «الآلية الرباعية» لإحياء الهدنة.
ويخشى مراقبون أن يؤدي انهيار الوضع الأمني في كردفان ودارفور إلى تحوّل الصراع إلى حرب شاملة تتجاوز الحدود الجغرافية، خاصة مع نزوح مئات الآلاف نحو تشاد وجنوب السودان. كما حذّرت منظمات الإغاثة من انهيار الخدمات الإنسانية بعد تعثر وصول المساعدات وانقطاع الإمدادات الطبية والغذائية في المناطق المحاصرة.
ويُعد هذا التحذير الأممي الأشد منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، في وقت يزداد فيه القلق الدولي من أن يصبح السودان ساحة صراع إقليمي مفتوح يهدد استقرار القرن الأفريقي بأكمله.



