الأمم المتحدة تحذر من سوء الأوضاع الإنسانية في السودان
أدت الاشتباكات في السودان إلى خروج العديد من المراكز الصحية عن الخدمة مما يهدد حياة الآلاف للخطر.
بعد أربعة أشهر من اندلاع الحرب في السودان ومع استمرار الاشتباكات حذرت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء 15أغسطس من أن الملايين في السودان يعانون من نفاذ الغذاء وأن بعضهم يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية.
كشفت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك من أن “الوقت ينفذ أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم وأن الإمدادات الطبية شحيحة والوضع يخرج عن السيطرة”، ودفع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى دق جرس الإنذار من خطر الاضطرابات وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسل “كثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم”.
وكشفت للمنظمة الدولية للهجرة في أخر تحديث لها بأن الحرب في السودان تسببت في نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص، مليون و17 ألفا و449 شخصاً فروا إلى الدول المجاورة التي يعاني الكثير منها من تأثير الصراعات أو الأزمات الاقتصادية، في حين يقدر عدد النازحين داخل السودان بـأكثر من ثلاثة ملايين شخص.
وقالت المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان “شهدنا ارتفاع في العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة تتجاوز 900% في مناطق النزاع حيث تواجه النساء خطرا كبيرا جدا”.
واشارت إلى إن التقارير حول الانتهاكات الجنسية زادت بمعدل 50%، محذرة من أن ضحايا هذا النوع من أعمال العنف واللواتي تصبحن حوامل في نهاية المطاف تحصلن على رعاية محدودة أو معدومة أحيانا.
وقال المفوض السامي لحقوق الأنسان في الأمم المتحدة في بيان أن “مكتبه تلقى تقارير موثوقة عن 32 حادثة عنف جنسي ارتكبت بحق 73 ضحية حتى الثالث من آب/أغسطس”.
وأعلنت الهيئة القومية للكهرباء في السودان، في بيان لها من أن مساحات شاسعة في السودان تعاني من انقطاع الكهرباء منذ يوم الأحد الماضي، ترافق معه توقف شبكات الاتصالات.
وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأمطار الموسمية تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، حيث دمرت الأمطار ما يقارب من 13500 منزل أو ألحقت الأضرار بها.
وبدورها قالت متحدثة منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس إن 67 % من مستشفيات السودان أصبحت خارج الخدمة بعد أربعة أشهر من بدء النزاع.
وأوضحت أن المنظمة تحققت من 53 هجوماً على مراكز الرعاية الصحية، مما أدى إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة 38 آخرين، مؤكدةً أن الاضطرابات في القطاع الصحي أدت إلى حرمان عشرات الآلاف من الأشخاص من الحصول على العلاج، فضلاً عن إغلاق العديد من مراكز غسل الكلى بسبب نقص الإمدادات الصحية مما يعرض الآلاف للخطر، ويجعل من الصعب السيطرة على تفشي الأمراض كالحصبة والملاريا في سياق انعدام الأمن ونزوح السكان وإغلاق المختبرات.