غير مصنف

الأسواق الآسيوية تتحرك بحذر بعد ذروة تاريخية في وول ستريت مدفوعة بقوة الاقتصاد الأميركي

شهدت الأسواق الآسيوية أداءً متبايناً في مستهل تعاملات الأربعاء، متأثرة بإغلاق قياسي لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في وول ستريت، وسط حالة ترقب فرضتها قوة البيانات الاقتصادية الأميركية من جهة، واقتراب عطلة أعياد الميلاد التي تقلّص أحجام التداول عالمياً من جهة أخرى. وجاء هذا التباين انعكاساً لتوازن دقيق بين التفاؤل بنمو الاقتصاد الأميركي والمخاوف المتجددة بشأن التضخم ومسار السياسة النقدية.

وجاء الدعم الأساسي للأسواق من تقرير حكومي أميركي أظهر أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة سجل نمواً سنوياً قوياً بلغ 4.3 في المائة خلال الربع الثالث من العام، متجاوزاً التوقعات، ومواصلاً التسارع مقارنة بنمو بلغ 3.8 في المائة في الربع السابق. غير أن هذه الأرقام الإيجابية ترافقت مع مؤشرات أقل طمأنة، أبرزها استمرار الضغوط التضخمية وتراجع ثقة المستهلكين في ديسمبر، ما أعاد إلى الواجهة مخاوف تشديد الأوضاع المالية لفترة أطول.

في آسيا، انعكس هذا المشهد المختلط على المؤشرات الرئيسية؛ إذ تراجع مؤشر «نيكي 225» الياباني بشكل طفيف، كما انخفض مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية، في وقت فضّل فيه المستثمرون جني الأرباح وانتظار مزيد من الوضوح بشأن اتجاهات الأسواق العالمية. في المقابل، حققت الأسهم الصينية مكاسب محدودة، حيث صعد مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ، وارتفع مؤشر «شنغهاي» المركب بدعم من تفاؤل حذر حيال السياسات التحفيزية.

أما في أستراليا، فتراجعت الأسهم مع إغلاق مبكر للأسواق، بينما سجلت بورصات تايوان والهند ارتفاعات هامشية، عكست غياب محفزات قوية تدفع نحو اتجاه موحد. وتزامن ذلك مع تداولات ضعيفة نسبياً بسبب الإغلاقات الجزئية المرتقبة في عدد من الأسواق العالمية.

وفي أسواق السلع، واصل الذهب والفضة تحقيق مكاسب، مدعومين بتصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار الطلب على الملاذات الآمنة، حيث عزز المستثمرون مراكزهم التحوطية في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي. في المقابل، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل محدود، في إشارة إلى حذر المستثمرين بعد المكاسب القوية الأخيرة.

وكانت «وول ستريت» قد أنهت تعاملاتها السابقة على ارتفاع، مدفوعة بأداء قوي لأسهم التكنولوجيا، وعلى رأسها «إنفيديا» و«ألفابت»، إضافة إلى قفزة لافتة في سهم «نوفو نورديسك» بعد تطور تنظيمي مهم في سوق أدوية السمنة. غير أن استمرار التضخم فوق مستهدف «الاحتياطي الفيدرالي» عزز التوقعات بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في يناير المقبل، مع بقاء السياسة النقدية عاملاً حاسماً في توجيه الأسواق خلال المرحلة المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق