الأحداث السياسية بأمريكا اللاتينية في زمن كورونا
عطيف محمد:باحث مختص في شؤون أمريكا اللاتينية
تعيش أمريكا اللاتينية كباقي بلدان العالم أزمة صحية بسبب جائحة كورونا ،والتي أدت إلى إحداث شلل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمنطقة، بالإضافة تعتبر منطقة أمريكا اللاتينية من ضمن المناطق أكثر تضررا بهذا الوباء الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات فيها.
وفي أوج فيروس كورونا تعرف أمريكا اللاتينية أحداثا سياسية متتالية من دولة لأخرى، حيث أعلنت بعض الدول بالمنطقة إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في أواخر هذا العام ،كبوليفيا وفنزويلا ، بغض النظر أن هذه الانتخابات المزمع إجرائها مصحوبة بحملات انتخابية مبكرة ،رغم انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في هذه القارة.
ومن جهة أخرى نجد دولة البيرو تواجه بدورها اضطرابات سياسية في عز أزمة اقتصادية وصحية بسبب جائحة كورونا ،حيث أقر البعض من الكونغرس البيروفي عزل الرئيس فيزكارا ، ولكن الأغلبية داخل هذا الكونغرس صوتت ضد عزله ، وهذا العزل جاء نتيجة اتهام الرئيس بالفساد السياسي.
وأما الحدث الآخر بأمريكا اللاتينية لقد دعا الرئيس الكولومبي بمحاكمة مادورو الرئيس الفنزويلي ، بسبب انتهاك هذا الأخير لحقوق الإنسان في فنزويلا ، حيث أدت الأزمة الفنزويلية إلى نزوح العديد من الفنزويليين إلى كولومبيا بسبب تدهور أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ،كما نعلم أن هذه الأزمة ما تزال مستمرة نتيجة تعنت مادورو بتولي سلطة البلاد رغم الانتقادات الموجهة له من قبل مجموعة من دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية .
وفي الإكوادور لقد دعت المحكمة الوطنية في هذا البلد باعتقال رئيس البلاد السابق على قضية تتعلق بالفساد ،حيث أن الرئيس السابق “كوريا” قام بتنظيم مخطط إجرامي شمل بعض موظفي جهاز الدولة، وحصل في إطاره على أكثر من 7.5 مليون دولار من بعض رجال الأعمال لتمويل الحملات الانتخابية، مقابل عقود حكومية.
وفي بوليفيا لقد انسحبت الرئيسة الانتقالية من السباق الرئاسي للبلاد ،من أجل ترجيح كفة اليمين وقطع الطريق أمام المرشح اليساري “موراليس”.
ومن جهة أخرى لقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات جديدة على كوبا، حيث أعلن دونالد ترامب أمام تجمع للمحاربين القدامى في البيت الأبيض، عن فرض عقوبات جديدة تمنع الأميركيين الزائرين من الإقامة في العقارات المملوكة للحكومة الكوبية.
وعموما يمكن القول أن أمريكا اللاتينية ستكون على صفيح ساخن من الاحتجاجات والاضطرابات السياسية نتيجة الصراع السياسي بين القوى اليسارية واليمينية على تداول السلطة في دول المنطقة، وكذلك تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي سببتها الأزمة الصحية العالمية (كوفيد 19)، مما سيدفع الشعوب اللاتينية بالخروج إلى الشارع بتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية كما وقع الآن في كولومبيا على سبيل المثال.