اقتحام مؤسسة النفط يعمّق أزمة الدبيبة ويزيد الانقسام بين سلطات الشرق والغرب

قسم الأخبار الدولية 30/05/2025
وضع النائب العام الليبي، الصديق الصور، حكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة في موقف حرج، بعدما أكدت النيابة العامة تعرض مبنى المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس لاقتحام مسلح، وأمرت باحتجاز ثلاثة متهمين على ذمة التحقيق، رغم نفي المؤسسة والحكومة الواقعة في وقت سابق.
وشكّل هذا التطور مادة إضافية لتأجيج الجدل السياسي في ليبيا، حيث توعدت حكومة الشرق، برئاسة أسامة حماد، بنقل مقر المؤسسة إلى مدن «آمنة» مثل رأس لانوف والبريقة، بعد أن اعتبرت الاقتحام «اعتداء على أحد أهم رموز السيادة الاقتصادية»، وذلك بالتزامن مع تهديدها بإعلان «القوة القاهرة» على الحقول والموانئ النفطية الخاضعة لنفوذ الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأظهرت التحقيقات التي قادها مكتب النائب العام، أن الاقتحام وقع فعلاً عند مدخل المؤسسة، وأسفر عن توقيف ثلاثة عناصر مسلحة متورطة، سلمتهم وزارة الدفاع للجهات القضائية، وسط مطالبات بضبط بقية المشاركين في الاعتداء.
تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه طرابلس موجة احتجاجات يومية تطالب باستقالة حكومة الدبيبة، على خلفية تفاقم الانفلات الأمني وتراجع الخدمات، حيث ينظر الكثيرون إلى حادثة المؤسسة الوطنية للنفط كمؤشر على ضعف الحكومة في تأمين المنشآت السيادية، خصوصاً في ظل ما كشفته الأجهزة الأمنية عن جرائم موثقة وأخرى تم اكتشافها مؤخراً داخل مقرات الميليشيات الموالية لها.
وبعد مقتل قائد ميليشيا «دعم الاستقرار» عبد الغني الككلي المعروف بـ«غنيوة»، بدأت وزارة الداخلية في عرض اعترافات لعناصر ميليشياوية متورطة في ارتكاب عمليات قتل وخطف، بينها مقبرة جماعية تم اكتشافها مؤخراً في منطقة أبو سليم.
وفي هذا السياق، دعا الدبيبة إلى تعزيز التعاون بين السلطات القضائية والتنفيذية «لضمان فرض هيبة الدولة»، مثمّناً جهود النائب العام وتشكيل لجان تحقيق في انتهاكات الأجهزة الأمنية، إلا أن مراقبين يرون أن توالي هذه الوقائع يفاقم من عزلة حكومة الدبيبة، ويعزز مناورات خصومه في الشرق الساعين إلى إعادة هيكلة مؤسسة النفط وفرض واقع إداري جديد في قطاع الطاقة.
وتزامنت هذه الأزمة مع قرار النائب العام تشكيل لجنة تحقيق في التجاوزات التي صاحبت التظاهرات الأخيرة، وتوثيق الانتهاكات المنسوبة للأجهزة الأمنية، مما يضع الحكومة تحت مجهر المحاسبة الشعبية والقضائية في آن واحد.