أخبار العالمبحوث ودراسات

افريقيا تقود حرب التحرر والنيجر الضربة القاصمة لظهر المستعمر الفرنسي 

اعداد الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 

    انه الانقلاب العسكري في النيجر، صبيحة 26 جويلية 2023 يستفيق العالم على انقلاب جديد في أفقر دولة في العالم ومن بين الدول الأغنى من حيث الموارد الطبيعية، استفاق العالم وخاصة المنطقة على منعرجا جديد في المنطقة الساحل الفريقي حين قام مجموعة من العسكريين الشباب بقيادة الجينرال عمر تشياني باحتجاز الرئيس محمد بازوم الذي يسمونه النيجريين العميل رقم 1 لفرنسا في النيجر، وإغلاق الطرقات المؤدية إلى القصر الرئاسي في نيامي.  

والملاحظ العادي يقول أن الانقلاب في النيجر ليس بغريب على الدول الافريقية وصراع العسكريين على السلطة وخاصة وان الانقلاب جاء بصورة كلاسكية معتادة، ولكن الحيثيات والظرفيات قد تعيرت كثيرا والشباب الذي انقلب على “الحاكم” هم يقودون اليوم حرب تحرير من الاستعمار وهنا تغيرت كل المفاهيم فليست السلطة هي المحرك وليس ذلك “الاجنبي الأشقر” هو محرك “العسكر” هناك وعي جديد يقوده مجموعة من الوطنيين الذين سئموا الاستعمار بالوكالة وهذا ما أشار اليه وما قاله بالحرف مؤخرا “ابراهيم تراوري” رئيس السلطة الانتقالية في بوركينافاسو في القمة الافريقية الروسية، انهم اليوم يقودون حرب تحرير وليست انقلابات من أجل السلطة وبالتالي يمكن القول أن الظروف والمفاهيم والوعي قد تغير في الدول الافريقية.  

في يوم 27 جويلية 2023 كان الانقلاب وكان هناك بيان قد تمت تلاوته عبر التلفزة الوطنية النيجرية، وقد تلا البيان العقيد أمادو عبدالرحمن من القوات الجوية، وتم الإعلان عن الإطاحة بحكومة بازوم وتعطيل العمل بالدستور، كما تم تنصيب “المجلس الوطني لحماية الوطن”، للقيام بمهام إدارة البلاد.  

أسباب الانقلاب في النيجر:  

  1. تدهور الوضع الامني والاجتماعي: الذي يعكس نمطا عاما يرفعه العسكريون دوماً للإطاحة بالحكومات القائمة، ففي البيان الذي تمت تلاوته في التلفزة الوطنية النيجرية قال العقيد أمادو عبدالرحمن وهو محاط بمجموعة من الضباط الشباب وأغلبهم من القواعد الوسطى: “قررنا وضع حد للنظام الذي تعرفونه”، مشيراً إلى تدهور الوضع الأمني في البلاد وزيادة حدة الفقر وتراجع الحوكمة الاقتصادية والاجتماعية”، ومن المعروف أن النيجر التي يبلغ عدد سكانها نحو 26 مليون نسمة تُعد من أكثر دول العالم فقراً رغم ثرواتها من الموارد الطبيعية ولاسيما اليورانيوم والذهب، وهنا التركيز من قبل المنقلبين العسكريين وكذلك من قبل المعارضة لحكم بازوم والذي يعتبرونه أنه من أصول عربية وليس منهم وكذلك أغلب مستشاريه من اصول عربية فرنسية ومنهم من يعتبر أن الانتخابات مزوّرة وقد اشرفت عليها فرنسا وهو العميل رقم 1 لفرنسا في النيجر ومعه لم يتحسن الوضع في البلاد بل ازداد سواءا والشعب يرى بعينه ثرواته تسرق وتنهب وهم يعيشون الفقر والجهل والأمية والطبقية. 
  1. الانتخابات مزوّرة والانقلاب كان جاهزا منذ تنصيب بازوم للحكم: التوترات بين القيادة المدنية والعسكرية، والمقاومة المتزايدة لعلاقة بازوم الوثيقة مع فرنسا، والتهديد الارهابي وعدم قبول نتائج الانتخابات التي أدت ببازوم لسدة الحكم، يعني أن النيجر كانت مهيئة للانقلاب وحتى التوقيت كان شبه معلوم.  
  1. موجة كراهية للمستعمر الفرنسي: وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة مع الدولة المستعمرة السابقة فرنسا منذ عقود، كانت هناك علامات على مقاومة دور فرنسا الكبير في ما كانت تسميه “فرنسا” عمليات مكافحة الإرهاب في البلاد، وسط موجة إقليمية من المشاعر المناهضة للإمبريالية وللوجود الفرنسي، والتي يمكن أن تكون بمثابة ذريعة للاستياء العسكري من الرئيس بازوم، الذي فتح النيجر لانتقال “بارخان” على ارضيه وقد تعرض المدنيين للعنف الفرنسي ومنهم من تمّ قتله والحكومة لم تحرك ساكنا.  فمثلا في بوركينا فاسو المجاورة، ساعدت المشاعر المعادية للفرنسيين في حدوث انقلاب عسكري في سبتمبر 2022 وطرد القوات الفرنسية لاحقاً. ومن الملاحظ ان الرئيس بازوم قد وطد العلاقات مع فرنسا منذ توليه منصبه في مارس 2021 بشكل قد يبدو مبالغا فيه، والنتيجة كانت ازاحته من الحكم ففرنسا اليوم لم تعد لها القجرة على حماية عملائها. 

العالم يتغير والقوى الدولية القديمة لم يعد لها القدرة على السيطرة 

على الصعيد الدولي، تسبب الانقلاب العسكري في النيجر منذ الاعلان عنه في صدور إدانات ومناشدات بعودة الحكومة المنتخبة “الدستورية” “المدنية” ولكن من دون جدوى فقد نجح الانقلاب ومصيره نفس ما حدث في مالي وبوركينافاسو غينيا. من بين أمور أخرى، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومجموعة دول غرب إفريقيا “إيكواس” إلى إطلاق سراح محمد بازوم والعودة إلى النظام الدستوري، وقد نست أن هذه الجهات بالذات قد فقدت مصداقيتها لدى شعوب المنطقة خاصة وأنها هي السبب الرئيسي في الانقلابات.  

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين خلال زيارة إلى نيوزيلندا أن الولايات المتحدة على اتصال مع حكومة النيجر وشركائها، وأنها تبذل الجهود لحل الوضع سلميا، ولكن بالأمس تعلن المبعوثة الأمريكية عن فشل محادثتها مع العسكريين وأنها لم تتوصل معهم الى اتفاق ولم يسمحوا لها بمقابلة الرئيس المخلوع “بازوم” وكذلك لم يقابلها قائد الانقلاب.  

وبحسب المعلومات الواردة من الاتحاد الأوروبي، فقد تم التواصل مع الانقلابيين. ووفقاً لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، تحدث كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، مرتين إلى بازوم في نفس يوم الانقلاب ولكن بعدها تم غلق باب الزيارات وفشلت المحادثات والعسكريين قد أغلقوا الباب على الاتحاد الأوروبي الذي أصبح يدفع بالاكوس للتدخل العسكري.  

من جهته وكالعادة ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة بالانقلاب العسكري. وطالب غوتيريش بإطلاق سراح الرئيس المعتقل محمد بازوم، بحسب بيان للأمم المتحدة في جنيف. ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف واحترام سيادة القانون.   

وكما هي العادة أدان الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “الإيكواس” الانقلاب في النيجر، ودعوا إلى إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم. وها هم اليوم قد اتفقوا على التدخل العسكري وحشد 25 ألف جندي ودولة نيجريا قد ابدت استعدادها لتكون قائدة العملية العسكرية وستدفع بنصف العدد المقرر للتدخل وستكون أراضيها هي قاعدة الانطلاق. 

هل ستكون المنظمات الافريقية هي العصا الغليظة التي ستضرب بها فرنسا الخارجين عن استعمارها؟  

في حقيقة الأمر والواقع فانه هناك تراجع كبير للمنظمات الاقليمية التي هي في حدّ ذاتها ليست الاّ منظمات تحت السيطرة الاستعمارية وتحركها كما تريد ومتى تريد. وفي هذه المرحلة من تاريخ افريقيا تعتبر هذه المنظمات قد فقدت كل سلطة وتجاوزتها الاحداث وقد ضعفت بضعف “فرنسا” والاستعمار الغربي عامة، فقد تراجعت قدرتها الإقليمية على “الردع” على الرغم من أن الاتحاد الإفريقي قد صار أقل تسامحا مع الانقلابات العسكرية، فإن استجابته للتمسك بالسلطة بشكل غير دستوري لم تكن رادعة. ونظرا لأن القارة تشهد استعدادا متزايدا من قبل بعض الزعماء بتجاهل المؤسسات التي سمحت لهم بالوصول إلى السلطة، فإن فقدان الشرعية الشعبية قد حفز بشكل مباشر أو قدم شرعية للانقلابات ضد ما يُنظر إليهم على أنهم حكام فاسدون، وعملاء الاستعمار ومساهمين في حالة الفقر التي وصلت اليها دولهم ويجب معاقبتهم ولهذا نرى الشعوب تخرج تهلل بالانقلابات بل وتطالب في بعض الدول بالانقلابات العسكرية.  

ففي السنوات الأخيرة شهدت اللانقلابات العسكرية قبولا شعبيا منقطع النظير بل كانت أكثر انسجاماً مع التيارات المعادية للنفوذ الغربي في المنطقة. وبما أن المجتمع الدولي قد تمت تعريته وخاصة الكشف عن عدم “مصداقيته” وانه يكيل بمكيالين وتتحكم فيه “المافيا الدولية” بل أنه أظهر عدم قدرته على تحمل تكاليف المادية والبشرية لمواجهة الانقلابات في إفريقيا وانشغاله بالحرب في أوكرانيا، فسوف يستمر المجتمع الدولي في فقدان قدرته على ردع الانقلابات وعلى قوته في التحكم في موازين القوى العالمية التي رسمها، وبالتالي الحتمية التاريخية تفرض على العالم وعلى القوى الدولية مظاهر جديدة لم يعد يتحكم بها بل وفي بعض الأحيان قد اجبرته لاخراج بعض اللاعبين من اللعبة مثل فرنسا فقد بدأ البساط يسحب من تحت قدميها وسيتم اخراجها تماما من طاولة الأقوياء والمتحكمين في العالم. 

أهم السيناريوهات المستقبلية:  

السسيناريو الأول: نهاية النفوذ الفرنسي 

تعتبر النيجر قاعدة مهمة للجيش الفرنسي بعد الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو. كما يخطط الجيش الألماني لتنفيذ جزء على الأقل من انسحابه المرتقب من مالي عبر قاعدة النقل الجوي في نيامي. وتتلقى القوات الخاصة للنيجر التدريب والدعم اللوجستي من الولايات المتحدة وفرنسا.  

ويتمركز حالياً حوالي 2000 جندي فرنسي في العاصمة نيامي ويساعدون القوات المسلحة النيجرية في التدريب ودعم المعدات ومهام “مكافحة الإرهاب” طبعا كما فعلوا في مالي سابقا عبر “باركان” الفاشلة والتي تمّ طردها من مالي لتجد على الأراضي النيجر مكانا للتموقع. وخلال العام الماضي، عززت كل من فرنسا والولايات المتحدة دعمهما للنيجر لمكافحة الإرهاب بعد انسحاب القوات الفرنسية من بوركينا فاسو ومالي المجاورتين. وإذا تم إخراج بازوم من السلطة، فقد يؤدي النظام العسكري الجديد في النهاية إلى تقليل اعتماد النيجر على فرنسا مثلما فعل الانقلاب العسكري في مالي، وبالتالي فتح فراغ أمني جديد في المنطقة لاستغلاله من قبل الجماعات الجهادية والقوى العالمية البديلة مثل روسيا والصين. 

من جهة أخرى تُعد النيجر أكبر مصدر لليورانيوم في إفريقيا، حيث تقوم الشركات الفرنسية بتعدين وتصدير غالبية خام البلاد وتنهبه من دون مقابل تقريبا. في حين قد يرفض مثل هذا النظام الشراكات الفرنسية “الناهبة” لصالح مثيلتها مع روسيا أو الصين، مما يزيد من توجيه النيجر بعيداً عن الغرب وهو السيناريو الاقرب للواقع. 

السيناريو الثاني: التأثير على الاتحاد الأوروبي المباشر وعلى التواجد الألماني: 

الانقلاب العسكري عطل الخطط وأثار مخاوف بشأن مستقبل مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية، التي تأسست في ديسمبر الماضي. ولا يزال الإجلاء يمثل تحدياً بسبب إغلاق الحدود والمجال الجوي، مما ترك الجنود عالقين مؤقتاً.  

علاوة على ذلك، فإن عدم الاستقرار في النيجر يلقي بظلال من الشك على الانسحاب المخطط للقوات المسلحة الألمانية من مالي المجاورة، حيث كانت الخطة الأصلية هي إعادة مواد الجيش الألماني عبر النيجر في نهاية العام. ويريد “البوندسفير” “القوات المسلحة الألمانية” إنهاء مهمته في غرب إفريقيا التي مقرها مالي بحلول نهاية هذا العام. وقد كان من المخطط له سابقاً سحب حوالي 1100 جندي بحلول 31 ماي 2024، وذلك بعد تزايد حدة النزاع مع الحكومة العسكرية في مالي حول حقوق الطيران لطائرات المراقبة من دون طيار، بيد أن برلين أرادت تسريع وتيرة الانسحاب كما أن النفاقات العسكرية الألمانية أصبحت تشكل ثقلا على الميزانية الألمانية فاثارت الانسحاب وهناك من يقول ربما هي تخطط للتمركز في النيجر بتخطيط بينها وبين فرنسا وبازوم والقادة العسكريين اليوم سوف يحبطون هذا المخطط. وفي منتصف جوان 2023، طالبت الحكومة العسكرية في مالي بسحب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة البالغ عددها 12 ألف فرد.  ومع ذلك، نظراً للظروف الحالية، فإن جدوى هذه الخطة غير واضحة. والسلطات الألمانية على اتصال بشركاء من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، لكن الوضع لا يزال غير مؤكد. 

السيناريوا الثالث: قلق أمريكي على القاعدة الجوية الموجودة بالنيجر: 

أنفقت الولايات المتحدة نحو 500 مليون دولار لمساعدة القوات المسلحة في النيجر لتحسين قدراتها في مواجهة التحديات الإرهابية. وتُعد قاعدة النيجر الجوية 201 بمثابة قاعدة جوية أمريكية للطائرات المسيرة من دون طيار بالقرب من أغاديز. وتقع القاعدة على بعد حوالي 5 كيلومترات جنوب شرق أغاديز، وهي مملوكة للجيش النيجري لكن الولايات المتحدة قامت ببنائها ودفعت تكاليفها. كما يتم تشغيلها من قبل الجيش الأمريكي كقاعدة للطائرات من دون طيار. ولا يخفى أن أي حكومة في مرحلة ما بعد الانقلاب قد تُعيد النظر في مثل هذه الالتزامات من أجل كسب شرعية شعبية. ولكن الأمريكان لن يسكتوا طبعا على موطأ القدم الذي منحه بازوم اليهم بل أنه في المدّة الأخيرة كان له تقارب كبير مع الأمريكان وفي نفس الوقت المبعوثة الأمريكية تفشل في لقائه بالانقلابيين بل أنها لم تقابل قائدهم وهذا مؤشر كبير يجعل الأمريكان يقلقون. 

السيناريو الرابع: زيادة عدم الاستقرار وتحريك المجموعات الارهابية: 

تعيش النيجر على وقع الفقر والجفاف حيث يعيش ما يقرب من نصف السكان عند خط الفقر أو تحته. بالإضافة إلى ذلك، فإن النزاعات العرقية بين الجماعات المختلفة والانتفاضات المسلحة التي يقوم بها الارهابيون في تزايد مما يؤدي الى عدمالاستقرار  خاصة وأن النسيج الاجتماعي شبه ممزق وهش. ولا يخفى أن الأهمية الجيوسياسية للنيجر تجعل الوضع الحالي بعد الانقلاب أكثر إثارة للقلق بالنسبة للجهات الفاعلة الإقليمية والدولية. كذلك هناك تخوف من تحرك المجموعات الارهابية بعد الانقلاب وعدم الاستقرار والتخوف الأكبر هو تحرك الارهاب ان صحت العملية العسكرية من قبل جنود “الاكوس” الذي سيكون مدعوما من القوى الغربية. وبالتالي سيستغل مقاتلو تنظيم داعش في الساحل وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الفراغ الأمني الناتج في المقاطعات الغربية للنيجر بل ومن المرجح سيتم “تحريكهم” في عماليات ارهابية ستكون “الأعنف”. وبالمثل من المرجح أن تستغل ولاية داعش في الصحراء الكبرى الفراغ في حوض بحيرة تشاد لتوسيع نفوذها. كذلك من المرجح زيادة التوسع الإقليمي للارهابيين في منطقة الساحل الغربي وتسريع وتيرة الهجمات الإرهابية في هذه المنطقة.  

الخلاصة:  

انضم الجنرال ساليفو مودي في النيجر إلى رفاقه في دول الجوار الذين أطاحوا بالحكومات الموالية للغرب العقيد عاصمي غويتا في مالي والعقيد ممادي دومبويا في غينيا كوناكري والكابتن إبراهيم تراوري في بوركينا فاسو وهذا ما يدلّ على أن المنطقة تشهد موجة من التحولات الكبرى وخاصة وان هؤلاء قد أعلنوا ضمن انقلاباتهم عدائهم المباشر والمعلن للتواجد الغربي وخاصة الفرنسي على أراضيهم. وعلى أي حال فإن تداعيات الانقلاب في النيجر تمتد إلى ما هو أبعد من دينامياته الداخلية، لتشمل سياقات إقليمية ودولية أوسع وربما ستكون الأخطر في المنطقة.  

وعليه فإن مستقبل أمن منطقة الساحل والغرب الافريقي وكذلك منطقة شمال افريقيا التي هي بحدّ ذاتها تشهد تغيرات كبرى يبدو غير واضح المعالم في ظل تفاعلات إقليمية ودولية مرتبكة، كما أن اي تحركات عسكرية غربية وحتى افريقية ستكون سببا لاندلاع حربا كارثية على كامل الاقليم وستمس من استقرار اغلب الدول الافريقية وكذلك ستفتح الابواب للمهاجرين والهاربين من الحرب للانتقال الى أوروبا. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق