أخبار العالمإفريقيا

اعترافات صادمة من قادة دول حول أحداث فبراير في ليبيا

طرابلس-ليبيا-19-02-2021


في الذكرى السنوية العاشرة لأحداث فبراير عام 2011 في ليبيا التي أطاح فيها حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي، تتجدد الأسئلة حول الظروف التي أحاطت بتلك الأحداث، وهو ما تثيره اعترافات قادة دول لم يخل بعضها من الغرابة، فالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يعترف بما يصفه أكبر خطأ ارتكبه في منطقة الشرق الأوسط خلال ولايته وبالتحديد في ليبيا، ففي كتابه الجديد “أرض الميعاد” الصادر أواخر العام الماضي.

وأوضح أنّ خيار بلاده الأوّل لم يكن التدخل العسكري في ليبيا، حيث تم الاكتفاء بتسليط عقوبات اقتصادية، مؤكّدا وجود تردد كبير بشأن التدخلّ العسكري في هذا البلد، وأرجع أوباما هذا التردد إلى سببين، أوّلهما أنّ الوضع في ليبيا لم يكن يمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدّة الأميركية، وثانيهما هو توّرط أميركا في الحرب في أفغانستان وفي العراق وبالتالي فإنّ الدخول في حرب جديدة غير ممكن.

وذكر أنّ نائبه جو بايدن،آنذاك كان أيضا ضدّ التدخل الأمريكي في ليبيا ونصحه بأنّ التدخل يعتبر “نوعا من الجنون”.
وأكد أوباما تعرضه إلى عدة ضغوط تتعلق بالتدخل العسكري في ليبيا، وبعد جملة من المشاورات تم التوصل إلى اتفاق بين 3 أطراف وهي الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية. ووفقا لهذا الاتفاق الثلاثي تولت الولايات المتحدة قصف الدفاعات الجوّية للقذافي كي لا يتمكن من ردّ الفعل، فيما قامت الدول الأوروبية بقصف قوات القذافي على الأرض، فيما كانت مهمة الدول العربية تتمثل في تقديم الدعم اللوجستي.

وحملت اعترافات نيكولا ساركوزي يوم 11 يونيو 2017 مفاجأة صادمة بعدما نفى أي دور ليبي في ثورة 17 فبراير بقوله :”لا توجد ثورة في ليبيا، والليبيون لم يقوموا بأي ثورة على الإطلاق”.

وقال في تصريحات لقناة “فرانس 2″ إن ما حدث في ليبيا هو ثورة قامت بها فرنسا فقط. وأضاف ساركوزي :”نحن من حدد تاريخ 17 فبراير كتاريخ للانطلاق بل إن الاستخبارات الفرنسية هي من حددت هذا اليوم لتسهيل التدخل عسكريا في ليبيا”.

لم يتوقف ساركوزي عند هذا الحد، بل راح يسرد تفاصيل العملية العسكرية التي قادتها بلاده قائلا: “نحن من أوقف رتل الجيش الليبي في اتجاه بنغازي، وطائرات فرنسا دافعت عن مصراتة 8 أشهر”، مضيفا في هذا السياق :”كان بإمكان الجيش الليبي السيطرة على مصراتة من الشهر الأول”.».

الرئيس الفرنسي الأسبق أشار إلى أن الطائرات الفرنسية دمرت 90% من القوة العسكرية للنظام السابق،مشيرا إلى أن دور “الثوار” كان فقط لوجستيا،وإعطاء الإحداثيات.

ويعكس تلهف ساركوزي للتدخل عسكريا في ليبيا سعيه لدفن فضيحة حصوله على رشوة من القذافي تقدّر بحوالي خمسين مليون يورو لتمويل حملته الانتخابية الرئاسية التي فاز فيها العام 2007، لكن الحقيقة ظهرت بعد سنوات لتجره إلى المحاكم بتهمة “تكوين جماعة أشرار”.

وتتقاطع مع تسريبات من البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بأن الدافع وراء تحرك ساركوزي كان الخوف من استخدام القذافي 143 طنا من الذهب تقدر قيمتها بسبعة مليارات دولار نقلها إلى سبها لإضعاف النفوذ الفرنسي في إفريقيا.

كما نشر سيدني بلومنتال مستشار كلينتون خفايا أخرى عبر مراسلات في بريدها الإلكتروني حول دعم المخابرات الفرنسية أطرافا ليبية في بنغازي في أوائل 2011 ومدهم بالأموال مقابل تعهد الأخيرين بتفضيل الشركات الفرنسية في مختلف صفقات الدولة الليبية مستقبلا.

فيما كان برنار هنري ليفي المعروف بتبنيه للنظرية الصهيونية مساهما في خطط ساركوزي لتشريع التدخل العسكري في ليبيا.

لكن تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني في سبتمبر 2016 قال إن التدخل العسكري البريطاني في ليبيا العام 2011 بأمر من ديفيد كاميرون استند إلى معلومات مخابرات خاطئة وعجّل بانهيار البلد، داعيا إلى تحمل كاميرون المسؤولية عن دور بريطانيا في أزمة ليبيا.

وقالت اللجنة إن أخطاء عديدة اعترت عملية اتخاذ قرار انضمام بريطانيا إلى فرنسا في التدخل عسكريا لحماية المدنيين الليبيين من نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011.

ومازالت قضية استعجال فرنسا محل اتهامات وجهها رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني إلى ساركوزي “الذي كان يلح على التدخل العسكري ضد ليبيا”، قائلا : “إن ماحدث في ليبيا ليس ثورة،وإنما هو تدخل عسكري جرتنا إليه فرنسا”.

أما ديميتري ميدفيدف الذي كان رئيسا لفيدرالية روسيا وقتها فقد رفض استعمال الفيتو الروسي لدى التصويت على القرار 1973 في مجلس الأمن، والذي فتح باب التدخل العسكري أمام حلف شمال الأطلسي في ليبيا.

وقد شكلت المسألة الليبية أحد الملفات النادرة التي أدت إلى التعبير العلني عن خلافات بين الرئيس ميدفيدف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين آنذاك الذي كان يحث على استعمال حق الفيتو.

وكان أمير قطر قد سبق أن أكد أن عملية إسقاط النظام 90 بالمائة منها قام بها حلف الناتو ونحن قمنا بالعشرة بالمائة الباقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق