أخبار العالمإفريقيا

اشتداد التوتر الأمني في طرابلس وسط تحشيدات مسلحة ودعوات دولية للتهدئة

تفاقمت المخاوف من اندلاع صدام مسلح وشيك في العاصمة الليبية طرابلس بعد تصاعد التحركات العسكرية بين قوات موالية لرئيس حكومة “الوحدة الوطنية” عبد الحميد الدبيبة، من جهة، وقوة الردع الخاصة، من جهة أخرى. يأتي ذلك وسط تحذيرات دولية متكررة من خطورة الوضع على سلامة المدنيين والمؤسسات الوطنية، ودعوات لوقف فوري للتصعيد.

وعبّرت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، إلى جانب بعثات الدول الأعضاء، عن قلقها البالغ من “التحشيدات العسكرية” في طرابلس وضواحيها، مشددة على ضرورة احترام الترتيبات الأمنية المتفق عليها والالتزام بوقف إطلاق النار. وأكدت على أهمية حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشيرة إلى أن الاتحاد “لن يتهاون” مع أي أفعال تهدد السلام والاستقرار السياسي.

وتزامنت هذه التحركات مع تحذير من بعثة الأمم المتحدة، التي شددت على أن “مرتكبي الاعتداءات على المدنيين سيتعرضون للمحاسبة”، داعية إلى الانسحاب الفوري للقوات المنتشرة حديثاً في العاصمة، وتنفيذ التفاهمات الأمنية التي وُضعت بالتنسيق مع لجنتي الهدنة والترتيبات الأمنية والعسكرية.

وفي إطار محاولة احتواء الأزمة، اجتمع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بصفته القائد الأعلى للجيش، مع رئيس أركان حكومة الوحدة الفريق أول محمد الحداد، ولجنتي الهدنة والترتيبات الأمنية، حيث تم استعراض الوضع الميداني والتحديات الأمنية في طرابلس والمنطقة الغربية. وجرى الاتفاق على تعزيز الجاهزية الميدانية، وضبط المشهد الأمني من خلال التنسيق مع الشرطة العسكرية وقوة إسناد مديرية أمن طرابلس، بما في ذلك منع تحركات الآليات المسلحة داخل العاصمة.

وفي تطور ميداني آخر، أثار دخول قوات تابعة للمنطقة العسكرية بالجبل الغربي بقيادة أسامة جويلي إلى مدينة غدامس جدلاً واسعاً، وسط تأويلات تتحدث عن صراع بين المنفي والدبيبة. غير أن المنطقة العسكرية نفت وجود خلافات سياسية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي في سياق “تعزيز الأمن ومكافحة التهريب والجريمة المنظمة” على الحدود الغربية.

في موازاة ذلك، كثفت الوحدات الأمنية والعسكرية في طرابلس من انتشارها، إذ أعلن “اللواء 51 مشاة” نشر دورياته في شرق العاصمة ومداخل بلدية تاجوراء لدعم جهود حفظ الأمن العام.

وعلى الصعيد العسكري الخارجي، أجرى الأمين العام للقيادة العامة بالجيش الوطني الليبي، الفريق أول خيري التميمي، زيارة إلى الأردن شملت مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة، ومقر القوات الخاصة البحرية بمدينة العقبة. واطلع التميمي على البرامج التدريبية التي يتلقاها الطلبة الليبيون، مؤكداً أن الزيارة تأتي في إطار رفع كفاءة الجيش الليبي تنفيذاً لتوجيهات المشير خليفة حفتر.

ويأتي كل ذلك في وقت حرج تعيش فيه ليبيا حالة من الغموض السياسي والانقسام المؤسسي، وسط غياب اتفاق واضح بشأن الانتخابات والاستحقاقات الدستورية، ما يزيد من مخاوف السكان من عودة مشاهد الاقتتال إلى قلب العاصمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق