اشتداد الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا يعيد النزاع الحدودي إلى الواجهة رغم الوساطات الدولية

قسم الأخبار الدولية 09/12/2025
تصاعدت المواجهات على الحدود التايلاندية – الكمبودية خلال الساعات الأخيرة، بعد إعلان الجيش التايلاندي مقتل ثلاثة جنود منذ استئناف القتال الأحد، في أخطر جولة عنف منذ الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل شهرين. وأكد الجيش في بيان أن «جندياً قُتل في 8 ديسمبر، ولحق به اثنان في اليوم التالي»، فيما ردت كمبوديا على القصف التايلاندي بقصف مضاد داخل مقاطعة بانتياي مينشي الحدودية، ما أدى إلى مقتل مدنيين كانا يسافران عبر الطريق الوطني 56.
وجاء هذا التصعيد بعد تصريحات لرئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين أكد فيها أن بلاده «اضطرت للرد» على العمليات التايلاندية، وسط تبادل الاتهامات بين البلدين بشأن المسؤولية عن تجدد القتال. وسبق أن شهدت المنطقة نفسها خمسة أيام من القتال خلال الصيف الماضي أسفرت عن مقتل 43 شخصاً ونزوح 300 ألف مدني على جانبي الحدود، قبل نجاح وساطات دولية في تثبيت وقف لإطلاق النار.
ويمتد النزاع بين البلدين على طول 800 كيلومتر من الحدود المشتركة، وتعود جذوره إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي الذي رسم حدوداً ظلت موضع خلاف مستمر. وعلى الرغم من تدخل الولايات المتحدة والصين وماليزيا في يوليو لإقرار هدنة، ونجاح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاحقاً في دعم إعلان مشترك أشاد باتفاقات تجارية جديدة مقابل تمديد وقف النار، فإن بانكوك علّقت الاتفاق في نوفمبر، لتتجدد المواجهات بعد ذلك بأسابيع فقط.
ودفعت التطورات الأخيرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء الماليزي إلى دعوة البلدين لـضبط النفس ووقف الأعمال العدائية فوراً، محذرين من انزلاق الوضع نحو مواجهة واسعة تهدد استقرار جنوب شرقي آسيا. ويشير هذا التصعيد إلى هشاشة ترتيبات وقف إطلاق النار السابقة، وإلى استمرار الخلافات العميقة حول ترسيم الحدود رغم الوساطات الإقليمية والدولية.



