اشتباكات حدودية دامية بين جيشي جنوب السودان وأوغندا تكشف توتراً مكتوماً حول الأراضي والنفوذ

قسم الأخبار الدولية 31/07/2025
تصاعدت المواجهة العسكرية بين جيشي جنوب السودان وأوغندا قرب الحدود المشتركة بعدما اندلع تبادل كثيف لإطلاق النار في مقاطعة كاجو كيجي الحدودية وأسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، بينهم أربعة من قوات جنوب السودان وجندي أوغندي. وأكدت مصادر عسكرية من الطرفين أن الاشتباكات تسببت في حالة ذعر واسعة وسط المدنيين قبل أن تعود الأوضاع إلى هدوء حذر، وسط تضارب الروايات حول الجهة التي بادرت بإطلاق النار.
وأوضح العقيد ناثانييل ماوا، المسؤول الأمني المحلي في كاجو كيجي، أن قوات أوغندية مدججة بالسلاح والدبابات والمدفعية استهدفت وحدة صغيرة من جيش جنوب السودان تضم 19 عنصراً، مشيراً إلى أن بين الضحايا حراس سجن وشرطياً. في المقابل، صرح المتحدث باسم الجيش الأوغندي فيليكس كولايغي بأن الاشتباك وقع نتيجة توغل قوات جنوب السودان داخل الأراضي الأوغندية، ما أدى إلى مقتل جندي أوغندي وإصابة آخرين.
وربط مسؤولون محليون في جنوب السودان هذه المواجهات بالنزاع الحدودي المزمن بين البلدين، حيث اتهم واني جاكسون مولي، رئيس إدارة مقاطعة كاجو كيجي، القوات الأوغندية بمحاولة تغيير الإحداثيات الحدودية والسيطرة على أراضٍ جنوب سودانية، مشيراً إلى أن بعض المناطق أدرجت حديثاً على الخرائط باسم أوغندا. وأكد شهود محليون أن الاشتباكات اندلعت قرب سوق محلي وتسببت في نزوح العديد من العائلات إلى مناطق أكثر أمناً.
وتأتي هذه التطورات في وقت تُعتبر فيه كمبالا وجوبا حليفين مقربين، إذ سبق أن تدخلت أوغندا عسكرياً في 2013 لدعم حكومة الرئيس سلفا كير وانسحبت عام 2015، قبل أن تعود منتصف مارس الماضي لنشر قوات خاصة بحجة مساندة استقرار جنوب السودان. لكن وجود القوات الأوغندية أثار في الأشهر الماضية توتراً متزايداً، خاصة مع اتهامات باستخدام أسلحة محظورة في الشمال الشرقي، ما ينذر بإمكانية تجدد النزاع في الدولة التي عانت من حرب أهلية دامية بين 2013 و2018 خلّفت أكثر من 400 ألف قتيل ونزوح الملايين.