استهجان تصريحات عباس بشأن”حماس” وطوفان القدس
فلسطين المحتلة-16-10-2023
قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إن” سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وأكد عباس رفض قتل المدنيين من الجانبين ودعا إلى إطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين من الجانبين، مجددا التأكيد على “نبذ العنف والالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة والمقاومة الشعبية السلمية”.
وردا على هذه التصريحات، اعتبر الدبلوماسي السابق المختص في العلاقات الدولية ورئيس الجالية الفلسطينية في تونس سيف الدين الدريني، محمود عباس بأنه “جزء من المنظومة العربية الوظيفية بيد القوى الغربية”.
وخلال حوار مع إذاعة”شمس أف.أم” التونسية، اليوم الإثنين، أضاف الدريني: “دائما ما يوجد تناقض في الدول العربية بين إرادة الشعوب وعلى المستوى السلطوي”، مشيرا إلى أنه “على مستوى مراكز البحث يصفون المنظومة العربية بالوظيفية بيد القوى الغربية”.
وأكد أن ما “تصرح به السلطة دائما بعيد كل البعد عن إرادة الشعوب وتطلعاتها”، لافتا ألى أن “البيانات أصبحت إنشائية جوفاء بعيدة حتى على مستوى الشجب والأستنكار”.
ومن الواضح أن مواقف الرئيس عباس إزاء الاحتلال الصهيوني وحرب الابادة الدائرة الآن على قطاع غزة، تحظى باستهجان كبير من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، إلى درجة أن مئات المدونين بمواقع التواصل الاجتماعي يصفونها بالمخجلة والانهزامية والامعان في نفاق أمريكا وكيان الاحتلال.
فعن أي “شرعية دولية” يتحدث عباس؟.. والحال أن ما يسمى”الشرعية الدولية” هي التي مكنت العصابات الارهابية الصهيونية من اغتصاب فلسطين، وهي المساندة لجرائم هذا الكيان العنصري وتمدّه بأعتى أسلحة الدمار، أم أن عباس يظن أنه قادر على خداع الآخرين بهذه السهولة وبمثل هذه الشطحات خوفا من الصهاينة أو نفاقا للأمريكيين؟
“هو عصبيٌّ ونزق عندما ترتكب المقاومة عملية -حسب صحيفة العربي الجديد- وهو صاحب مقولتي “عمليات حقيرة” و”صواريخ عبثية”، أو عندما يتعلق الأمر بإرسال تهنئة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.. في عزّ المواجهات، يبدو أنه ينام مبكّرا، ولا يعكّر مزاجَه بمتابعة الأخبار، لكنه كان سيطير فرحا إذا اتّصل به بلينكن أو أرذل مسؤول إسرائيلي وحتى ضابط ارتباط..
مشاهد التضحيات اليومية التي يقدّمها الفلسطينيون، وتفاعل العرب والعالم معهم، وممارسات الابادة الجماعية والتدمير الرهيب في غزة تثبت أن قيادته “المعمّرة” لا تليق بهذا الشعب الأبي المقاوم الذي لايخاف ولا يتراجع ولا ينحني.
البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصل إلى حد تخوين أبو مازن، حين يدين رد المقاومة على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، أو عندما يصف الحرب الدائرة الآن بممارسات القتل التي ارتكبت بحق المدنيين في كلا الجانبين، فيما طالب حركة حماس بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين!
لم يصف عباس ما يحدث في غزة بجرائم الحرب والإبادة الجماعية من خلال العدوان الصهيوني الغاشم وبمشاركة أمريكية مباشرة على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما اجتمع مع بلنكين الذي صرح علنا وبعيدا عن أي عرف أو لباقة دبلوماسية بأنه جاء إلى الكيان باعتباره أولا يهوديا، واستنكر البعض أن يجلس عباس مع ممثل دولة منحت الاحتلال الضوء الأخضر لإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وعلقت ريم المهندس عبر منصة “إكس” بقولها: محمود عباس يقول: “نحن نرفض العنف وقتل المدنيين أو تعذيبهم من قبل كلا الجانبين”.. ترجمة هذا الكلام :اسكتوا يا فلسطينيين ودعوا إخوانكم الاسرائيليين يقصفون بيوتكم ويقتلونكم ويعذبونكم بكل ود ومحبة”.
ألم تتحدث مصادر إعلامية فلسطينة ذات يوم، عن أن مصفحات وأسلحة أمريكية استلمتها السلطة الفلسطينية عبر وسيط أردني، وبموافقة من الحكومة الإسرائيلية المتشددة، كخطوة في إطار جهود تعزيز قدرات أجهزة الأمن لمراقبة الفلسطينيين؟!
ألم يصرح محمود عباس بأن”التنسيق الأمني مع إسرائيل يسير على ما يرام وقواتنا تعمل بكفاءة عالية لمنع “الإرهاب”، بينما تحاول حماس تخريب الأمور”، حسب تعبيره.
محمود عباس أعطى أيضا الأوامر لقواته بالقبض على الأسرى المجاهدين الذين فروا من سجون الاحتلال وتسليمهم للعدو الصهيوني!
فهل لدى محمود عباس عذر في كل ذلك خاصة أمام الدم الفلسطيني المسفوح في غزة والقدس وعديد المناطق بالضفة الغربية؟