أخبار العالمالشرق الأوسط

استمرار تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله وموجة النزوح تتزايد في لبنان

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً مستمراً في وتيرة العمليات العسكرية مع تجدد القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان مع تصاعد موجة نزوح المدنيين من المناطق الحدودية. في ظل هذا التصعيد العسكري المستمر، يبدو أن الوضع على الأرض يسير نحو مزيد من التعقيد وسط مخاوف من اندلاع مواجهة شاملة بين الجانبين.

كثّف الجيش الإسرائيلي في الساعات الأخيرة من غاراته الجوية التي استهدفت مواقع ومراكز تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت عدة ضربات مركزة على مواقع للحزب، زاعمة استهداف بنية تحتية تستخدم في إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي الإسرائيلية. وفي المقابل، رد حزب الله بإطلاق وابل من الصواريخ باتجاه مدن شمال إسرائيل، بما في ذلك مناطق حيفا والجليل، حيث سُمعت أصوات الانفجارات في عدد من التجمعات السكنية الإسرائيلية.

أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الدفاعات الجوية تصدت لبعض الصواريخ التي أطلقت من لبنان، إلا أن بعضها سقط في مناطق مفتوحة، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية. في الوقت ذاته، لم تُسجل إصابات بشرية، وفقاً للتقارير الأولية.

على الجانب اللبناني، تواصلت حركة النزوح من القرى والمدن الحدودية جنوب البلاد مع استمرار القصف الإسرائيلي. مئات العائلات الفلسطينية واللبنانية غادرت منازلها متوجهة نحو مناطق أكثر أماناً شمالاً، وسط تزايد المخاوف من أن تتحول مناطقهم إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

المنظمات الإنسانية المحلية والدولية بدأت بإطلاق تحذيرات من أن النزوح المستمر يزيد من الأعباء على البنية التحتية المتهالكة في لبنان، حيث تواجه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، ما يجعل من الصعب تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من النازحين. تقارير تشير إلى أن المدارس والأماكن العامة تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة، في حين تتصاعد الاحتياجات العاجلة للغذاء والدواء والمياه النظيفة.

التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله يثير مخاوف من أن يتحول إلى نزاع أوسع في المنطقة، خاصة في ظل التدخلات الإقليمية والدولية. حزب الله، الذي يتلقى دعماً مباشراً من إيران، يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ، مما يرفع من سقف التوقعات حول قدرته على شن هجمات أكثر قوة وفاعلية ضد الأهداف الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، تحذر بعض الأطراف الدولية من أن استمرار تبادل القصف قد يؤدي إلى تدخل قوى إقليمية أخرى، مما قد يشعل حرباً واسعة في الشرق الأوسط تشمل أطرافاً متعددة. هذه المخاوف تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات كبيرة، خاصة في ظل الصراع الإيراني الإسرائيلي المستمر، إلى جانب النزاعات في سوريا واليمن.

مع تصاعد العنف، كثفت الدول الغربية والعربية من جهودها للوساطة ووقف التصعيد. الأمم المتحدة عبرت عن قلقها الشديد إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين. وفي السياق نفسه، حاولت بعض الأطراف الدولية، بما في ذلك فرنسا وروسيا، التواصل مع الجانبين لإيجاد صيغة توافقية لوقف إطلاق النار وتخفيف التوترات على الحدود.

في إسرائيل، تؤكد الحكومة على موقفها الصارم في التعامل مع حزب الله، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريح سابق إن “إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد لأمن مواطنيها”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية ستستمر حتى يتم تحييد الخطر القادم من لبنان.

أما على الجانب اللبناني، فقد نددت الحكومة اللبنانية بالهجمات الإسرائيلية المستمرة، معتبرة إياها انتهاكاً للسيادة اللبنانية. في المقابل، لم تصدر تصريحات رسمية من حزب الله حول مستقبل العمليات العسكرية أو إمكانية التوصل إلى تهدئة في الفترة المقبلة.

التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل، وتبادل القصف، يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويهدد بمواجهة أوسع نطاقاً. في ظل غياب أي بوادر لتهدئة، يستمر النزوح الجماعي من المناطق الحدودية، ما يعمق الأزمة الإنسانية في لبنان. التحركات الدولية لوقف التصعيد ما زالت تواجه تحديات، في وقت يحذر فيه المجتمع الدولي من تداعيات خطيرة قد تقود إلى انفجار واسع في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق