تورط طوني بلير في التهجير القسري: كيف أدار اللعبة تاجر الحروب ؟
قسم البحوث الأمنية والعسكرية 03-01-2024
بلير هو ذلك السياسي البريطاني، الذي تقلد منصب رئيس الوزراء البريطاني من 1997 وحتى 2007. يتورط “طوني بلار” استنادا لتقارير في ارتكاب جرائم تعميق الإبادة والتهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني.
لقد قام بزيارات متتالية أغلبها سرية وغير معلنة إلى دولة الاحتلال كما عقد اجتماعات غير معلنة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، بُحثت خلالها إمكانية اعتماده كوسيط مع دول غربية وأخرى عربية معتدلة لإقناعها باستقبال لاجئين فلسطينيين من سكان قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
-طوني بلير عقد مقترحا سريا على دولة الكيان “الهجرة الطوعية
إذا كان تعبير “الهجرة الطوعية” هو التسمية المعلنة “المهذبة” التي تعتمدها دولة الاحتلال ضمن إطار ما يتردد من مشاريع لتوسط بلير، فإن الأهداف الفعلية الواضحة تدور حول ما يشهده القطاع لتوه من عمليات طرد جماعية ضمن سياسة منهجية تستهدف التطهير العرقي وإفراغ المخيمات والبلدات والمدن من ساكنيها، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي يتقصد التدمير الشامل للعمران، ولا يستثني المشافي والمدارس والأسواق العامة والمخابز ومنشآت الأمم المتحدة ذاتها.
دائما ما يتعمد “بلير” منطق التسويف والمخادعة والمراوغة إذ ينفي “بلير” الأنباء التي تتحدث عن اجتماعاته السرية مع إسرائيل لكن شهرته بأنه الصديق الحقيقي لها وسجل سوابقه الإجرامية الدولية تشهد على سلوكيات موثقة أمام القضاء الجنائي الدولي وأسلحة الدمار الشامل العراقية، وعملية زج بريطانيا في الاجتياح الأمريكي للعراق، وصولاً إلى أنماط الانحياز الفاضح لصالح دولة الاحتلال خلال توليه مهامّ المبعوث الدولي حول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي… لم يتم محاسبته حتى اليوم ولو لجريمة واحدة منها .
وبذلك فإن لقاءات بلير السرية مع أمثال نتنياهو وغانتس لم تكن أقل من اجتماعات ووصفت باجتماعات “بزنس” تتوخى عقد صفقات التهجير القسري والتطهير العرقي في قطاع غزة، كوسيط أقرب إلى شخصيته الأثيرة ك “تاجر حروب”.
التقرير الذي بثته “القناة 12 الإسرائيلية “حول دور لبلير في إعادة التوطين الطوعي لسكان غزة في دول عربية يقول بلير انها محض كذب .
من جهتها كانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد قالت في وقت سابق إنها تُتابع باهتمام كبير تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية حول تولّي توني بلير، رئاسة فريق عمل للإخلاء الطوعي للفلسطينيين من قطاع غزة، وإجرائه “لقاءات ومشاورات مع عدد من الدول، لفحص موقفها بشأن استقبال لاجئين فلسطينيين”.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، أن مثل هذه التقارير الواردة إنْ صحّت فهي تُعدّ عملاً مُعادياً للشعب الفلسطيني وحقوقه في أرضه ووطنه وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
توني بلير الذي حصل خلال العام 2011 على ميدالية الحرية من قبل الرئيس بيل كلينتون، إستغلها “بلير” للتفصي من كل تتبعات تبرهن تورطه في جرائم حرب فلا أحد ينسى القرار الصادر عن محكمة العدل عندما عقدت لجنة جرائم الحرب في كوالا لامبور جلسة وهمية وجدت فيها كل من “طوني بلير” وجورج بوش الابن مذنباً بجرائم ضد السلام والإنسانية بسبب الحرب على العراق عام 2003.
التقارير رفعت بعد ذلك إلى محكمة العدل الدولية وقد قوبلت بالرفض دون أي محاكمة، قانون القوي ضد الضعيف .