استراتيجية الهيمنة والمصالح التركية في إفريقيا..الصومال وليبيا نموذحا
باريس-فرنسا-19-5-2020
نشرت مجلة(لكسبريس) الفرنسية،دراسة كشفت فيها أن تركيا خططت منذ العام 2011 لجعل الصومال شريكًا استراتيجيًّا، فقدمت الدعم المشروط له في مواجهة المجاعة التي ضربت البلاد.
وتابعت المجلة أن أنقرة بنت مطارًا في الصومال، وبالقرب منه أضخم قاعدة عسكرية لها خارج تركيا.
وتعمل تركيا على الإستفادة من نفط وغاز وثروات لم تستخرج بعد من سواحل الصومال الأطول في القارة الإفريقية، والممتدة على أكثر من 3000 كيلومتر.
وأكدت الدراسة أن الرئيس التركي يتمسك بالصومال، طمعا في استغلال حقول النفط الصومالية، في ظل أزمة اقتصادية تركية متفاقمة.
ولم يُخفِ الرئيس التركي نواياه باستغلال ثروات الصومال على غرار ليبيا، إذ قال:”يخبرنا الصوماليون بأن هناك نفطًا قبالة سواحلهم، يقولون هناك نفط في مياهنا، وأنتم تقومون بهذه العمليات مع ليبيا، وبوسعكم القيام بها هنا أيضًا، مضيفًا أنه أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وسوف نتخذ قراراتنا بسرعة لبدء عملياتنا في سواحل الصومال، ويمكننا الإستفادة من تلك الثروات بشكل كبير”.
وتولي الحكومة التركية أهمية خاصة للعلاقة مع الصومال نظرًا للموقع الاستراتيجي المهم على خليج عدن ومدخل البحر الأحمر من جهة والمحيط الهندي من جهة أخرى،لتتفتح شهيتها مؤخرا على ثروات ليبيا وموقعها كعمق استراتيجي في إفريقيا،وقد وجدت ضالتها في جماعة انتهازية مدعومة من العصابات والميليشيات المسلحة لاحتلال ليبيا تحت عديد اليافطات البائسة والإتفاقيات من حكومة مفرزضة فرضا تستغل “شرعية”دولية في حين تفتقد إلى الشرعية الوطنية ولم تنل موافقة مجلس النواب الليبي الشرعي المنتخب مباشرة من الشعب.
ويقول عثمان تزغارت، الباحث التركي المختص في شؤون الإسلام السياسي المقيم في باريس:”إن هناك مجموعات إرهابية في الصومال تدعمها الدوحة وأنقرة بشكل مباشر ودون إخفاء”، محذرًا من”محاولات استخدام المال القطري بهدف أفغنة الصومال”.
وهناك اهتمام أيضًا بتأهيل البنية التحتية والطرق،إضافة إلى استغلال الجانب التعليمي في الصومال لفرض أجندة حزب العدالة والتنمية الإخواني الحاكم في تركيا.
وكانت تركيا قد أنشأت في عام 2017 قاعدة عسكرية بالصومال،وتقوم نخبة من قوات المهام الخاصة في الجيش التركي، بتدريب وتأهيل الجنود والمرشحين لنيل رتب ضباط صف وضباط في الجيش الصومالي،لتركيز وجودها داخل المؤسسة العسكرية الصومالية.