احتجاجات متصاعدة تدفع كبار مسؤولي إدارة ترمب إلى اللجوء للقواعد العسكرية حفاظاً على سلامتهم

قسم الأخبار الدولية 31/10/2025
اضطر عدد من كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى مغادرة منازلهم الخاصة والانتقال للإقامة داخل قواعد عسكرية في العاصمة واشنطن ومحيطها، بعد تصاعد حدة الاحتجاجات والتهديدات التي استهدفتهم في الأسابيع الأخيرة، وفق ما أوردته مجلة ذا أتلانتيك.
ورصدت المجلة انتقال ستة مسؤولين بارزين إلى مساكن عسكرية، في خطوة تعكس تنامي الاستقطاب السياسي الحاد في الولايات المتحدة، حيث لجأ بعض أعضاء الإدارة إلى حماية الجيش لتأمينهم وعائلاتهم بعد تعرضهم لحوادث تهديد ومضايقات من متظاهرين غاضبين.
ومن بين هؤلاء، مستشارة البيت الأبيض السابقة كاتي ميلر، التي غادرت منزلها في ضاحية أرلينغتون بعد أن تعرضت لمحاصرة من قبل محتجين ووُضعت ملصقات تحمل صورتها وزوجها ستيفن ميلر متهمة إياهما بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”. وقالت ميلر في تصريحات إعلامية إن أحد الأشخاص طرق باب منزلها قائلاً: “أنا أراقبك”، ما دفعها لنقل أسرتها إلى قاعدة عسكرية.
وانضمت إليها وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم التي انتقلت من شقتها في واشنطن إلى منزل مخصص لقائد خفر السواحل داخل قاعدة عسكرية، إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث، في سابقة لم تشهدها الإدارات الأميركية السابقة بهذا الحجم.
وأشارت المجلة إلى أن هذا الوضع غير المسبوق يعكس تآكلاً في الحدود بين المدنيين والعسكريين، خاصة مع توجه ترمب نحو إشراك الجيش في إدارة الأزمات الداخلية، بعد نشر قوات «الحرس الوطني» في عدة مدن لمواجهة الاحتجاجات، وتحويل بعض المناطق الحضرية إلى “ميادين تدريب” لمكافحة ما وصفه بـ”العدو الداخلي”.
وحذّرت أستاذة العلوم السياسية في جامعة جون هوبكنز، أدريا لورانس، من خطورة هذه الظاهرة على الديمقراطية الأميركية، مؤكدة أن «الجيش يجب أن يظل مؤسسة وطنية لا أداة لحماية فصيل سياسي معين». فيما حذر الباحث روبرت بيب من أن تصاعد العنف السياسي في البلاد أصبح يهدد شخصيات من كلا الحزبين، داعياً ترمب إلى التراجع عن قراراته التي ألغت التأمينات الأمنية لعدد من المسؤولين السابقين.
وبينما تكافح الإدارات العسكرية لتوفير مساكن ملائمة للمسؤولين المدنيين، يبدو أن الأزمة أعمق من مجرد ترتيبات أمنية، إذ تكشف عن أزمة ثقة متفاقمة بين السلطة والمجتمع، وعن تصاعد غير مسبوق في منسوب الغضب والانقسام داخل الولايات المتحدة.
 
					 
					


