أخبار العالمالشرق الأوسط

 احتجاجات في سوريا بعد فرض الحكام أجندة إسلامية في مناهج الدراسة

صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تتحدث عن التغيرات التي قامت بها وزارة التربية السورية الجديدة في المناهج الدراسية، وعرضت احتجاجات المواطنين السوريين وخشيتهم من أن يكون ذلك فرض للأجندة الإسلامية.

أثارت التعديلات الجديدة التي أدخلتها الحكومة السورية على المناهج التعليمية جدلاً واسعًا بين الأوساط الشعبية والأكاديمية، حيث وصفها منتقدون بأنها “محاولة لفرض أجندة ذات طابع ديني على العملية التعليمية” بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم السورية، عن التغييرات من خلال نشر 12 وثيقة توضح التعديلات والحذف في الكتب المدرسية الخاصة بمواد اللغة العربية، التاريخ، العلوم، الدراسات الاجتماعية، والدين.

وقالت “فايننشال تايمز”، إنّ التعديلات أثارت قلقًا واسعًا لدى الكثيرين، الذين يخشون أن تؤثر هذه الإصلاحات على التنوع الثقافي والفكري في المدارس، وسط دعوات لإعادة النظر في القرار ومراعاة التوازن بين المناهج التعليمية والقيم الوطنية الجامعة.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ التعديلات تضمنت إزالة الإشارات إلى الآلهة ما قبل الإسلام، وحتى كلمة “آلهة” نفسها، إضافة إلى تقليص انتقاد الإمبراطورية العثمانية. كما شملت التعديلات حذف نصوص مهمة، مثل قانون الجنسية السورية، وقسم عن تطور أدمغة الفقاريات، والإشارة إلى الملكة زنوبيا.

وأعرب المنتقدون عن خشيتهم من أن تمثل هذه التغييرات خطوة نحو فرض رؤية دينية أحادية، خصوصًا في ظل سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكومة الجديدة. ورأى البعض أن “التعديلات تهدد الطابع العلماني الذي عُرفت به سوريا لعقود”.

وكتبت ريما فليحان، الكاتبة السورية وناشطة حقوق الإنسان، على فيسبوك: “إن محو تمجيد النظام البائد أمر مفهوم، لكن حذف الحقائق والأحداث التاريخية من نضال شعبنا ومعالم الحضارات القديمة ليس مصادفة”، معقبةً: “هنا يكمن الخطر”.

من جهته، قال بسام القوتلي، رئيس حزب الأحرار السوري المعارض، إن الحكومة المؤقتة لا ينبغي لها أن تصدر مثل هذه التغييرات الكبيرة وغير العاجلة لتنفيذ “شيء يناسبها أيديولوجيًا”.

وصرّح وزير التعليم، نذير القادري، يوم الخميس بأن المناهج القديمة ستظل معتمدة حتى يتم تشكيل لجان مختصة لمراجعة الكتب المدرسية.

ومع ذلك، أشار القادري إلى أنه أصدر توجيهات لإجراء تغييرات فورية، شملت حذف المواد التي “تمجد النظام السابق” واستبدال العلم السوري القديم بعلم المعارضة.

كما أضاف: “السلطات ستعدل أيضًا بعض المعلومات غير الصحيحة في مناهج التعليم الإسلامي، بما في ذلك تفسير الآيات القرآنية”.

وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، انتقد سوريون محافظون وغير محافظين التعديلات الأخيرة، خصوصاً على “الفايسبوك”.

وقال أحد المعلقين على الإشارة إلى اليهود والمسيحيين: “ما هذا التعليم الواضح للتحريض”؟ وقال آخر: “من أعطاكم الحق في حذف تاريخ سوريا”؟

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق