احتجاجات طلابية تتصاعد في جامعة كولومبيا مع استمرار التوترات بشأن القضية الفلسطينية

قسم الأخبار الدولية 27/02/2025
شهدت جامعة كولومبيا في نيويورك تصعيدًا جديدًا في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، حيث اقتحم عشرات المتظاهرين، بعضهم يرتدي الكوفية الفلسطينية وأقنعة لإخفاء هوياتهم، قاعة “ميلبانك” في كلية برنارد، حيث يقع مكتب العميدة، في خطوة اعتبرتها إدارة الجامعة اعتداءً على حرمة الحرم الجامعي وأمن العاملين فيه. وأفادت الكلية بأن المحتجين اعتدوا على أحد الموظفين خلال الاقتحام، مما أثار قلقًا بشأن تصاعد حدة التوتر داخل الجامعة.
وفي بيان رسمي، أدانت رئيسة كلية برنارد، لورا روزنبيري، ما وصفته بـ”التجاهل التام لسلامة المجتمع الجامعي”، مؤكدة أن الكلية لن تتهاون مع مثل هذه التصرفات. وأوضحت أن المحتجين غادروا القاعة في وقت لاحق من المساء دون تسجيل وقائع إضافية، لكنها حذرت من أن استمرار مثل هذه الاحتجاجات قد يستدعي اتخاذ “إجراءات إضافية لحماية الحرم الجامعي”، في إشارة إلى احتمال تدخل السلطات الأمنية.
وفي المقابل، اعتبرت جماعة “طلاب جامعة كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين”، التي تقود الاحتجاجات، أن التحرك جاء ردًا على ما وصفته بسياسات الجامعة القمعية ضد الطلبة الذين يعبرون عن مواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية. وأكدت الجماعة، عبر منشور على منصة “إكس”، أن المتظاهرين تفرقوا بعد أن وافقت الإدارة على عقد اجتماع معهم ظهر الخميس لمناقشة مطالبهم، والتي تتضمن العفو عن جميع الطلبة الذين خضعوا لإجراءات تأديبية، وإلغاء قرار طرد اثنين من زملائهم، بالإضافة إلى لقاء مباشر مع روزنبيري والعميدة ليزلي جريناج.
وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع من التوترات داخل الجامعات الأميركية، حيث تصاعدت الاحتجاجات المرتبطة بالقضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023. ويواجه الطلبة المؤيدون للفلسطينيين ردود فعل متفاوتة من إدارات الجامعات، بين محاولات لاحتواء الموقف واستدعاء قوات الأمن لفض الاعتصامات والتظاهرات. وفي جامعة كولومبيا تحديدًا، تكررت المواجهات بين الطلبة والجامعة، وسط اتهامات للإدارة بالانحياز وعدم حماية حرية التعبير.
ويشير هذا التصعيد إلى تعقيد المشهد داخل الجامعات الأميركية، حيث تتداخل الاعتبارات السياسية مع سياسات إدارة المؤسسات التعليمية، مما يفتح الباب أمام مزيد من الاحتجاجات والاضطرابات خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل استمرار الأزمة في الشرق الأوسط وتداعياتها على الرأي العام داخل الولايات المتحدة.