اجتياح رفح هو فشل للمجتمع الدولي في كبح جماح سلطات الاحتلال
رفح-8-5-2024
منذ أعلن الاحتلال السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، إثر إعلان حركة حماس موافقتها على اقتراح قدمته مصر وقطر لوقف إطلاق النار في القطاع، حيث لم تتقبل سلطات الاحتلال ذلك لوقف المأساة الإنسانية وهي التي كانت تترقب عدم موافقة المقاومة الفلسطينية لتتحجج بأن التعطيل من حماس لا منها.
وأفاد المتحدّث باسم هيئة المعابر في غزة بأنّ معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر مغلق من الجانب الفلسطيني بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية، محذّرا من خطورة هذه الخطوة التي اتخذتها تل أبيب في تصعيد يرفضه المجتمع الدولي الذي دعا سلطات الاحتلال إلى التراجع عن القرار.
بدوره أكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور عبر منصة “إكس”، أن قوات الجيش الإسرائيلي “من الفرقة 162 باشرت عملية مباغتة لتحييد أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حماس شرقي رفح وتحقق السيطرة العملياتية على الجانب الغزي من معبر رفح بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد باستخدام المعبر لأغراض إرهابية على يد مخربين”.
الجدير بذكره أنّ إسرائيل قد أعلنت منط فترة أن الشروط الواردة في الاتفاق المقترح لا تلبي مطالبها ومضت قدماً في شن ضربات في رفح مع عزمها مواصلة المفاوضات بشأن الاتفاق.
وتعليقا عن هذه المباغتة الصهيونية المتحدية للقرار الدولي الذي يرفض نهائيا اجتياح رفح ، قال المحلل السياسي المصري أحمد محمد علي، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إنّ التحدي الإسرائيلي يكشف عن فيتو أمريكي خفّي لهذا العملية، معتبرا أنّ تل أبيب التي تتلقى الدعم العسكري والامني والأسلحة من واشنطن بشكل واضح ومعلن لا يمكن أن تخطو خطوة كهذه دون موافقة واتفاق ودرس للخطوة، برغم أنّ الرئيس الأمريكي أبدى رفضه لأي عملية عسكرية.
وأفاد المحلل المصري بأنّه حان الوقت أن يفهم العرب جميعا أن القضية الفلسطينية لا تهم القرار الدولية وأن حلّ الدولتين لا تريده إسرائيل مهما كلّفها ذلك،” الجنون الذي أصاب تل أبيب بعد أن تم قهر أقوى جيوش العالم ضاعف وحشيتها ولن تتراجع، لا تريد الحديث حتى عن حلّ الدولتين “.
ولفت إلى أنّ الإبادة التي خلفتها الحملة العسكرية الإسرائيلية حيث استشهد أكثر 34600 فلسطيني ولا زال الآلاف تحت الأنقاض.
وتقصف إسرائيل رفح جوا وبرا وأمرت السكان بإخلاء أجزاء من المدينة التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني نازح.
واعتبر محدثنا أنّ محاصرة رفح بهذا الشكل الهمجي والعنيف من الاحتلال يترجم فشل المجتمع الدولي في كبح جماح تل أبيب التي تختبئ وراء الفيتو والضوء الأخضر الأمريكي، محذرا من التهديدات التي استهدفت محكمة الجنايات الدولية بعد إدانتها بنيامين نتنياهو والدعوة إلى اعتقاله بسبب جرائم الحرب المرتكبة.
ويذكر أنّ رسالة وقّعها 12 من أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، وُجهت إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تضمنت تحذيره من إصدار مذكرات اعتقال لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين، تحت طائلة إنزال عقوبات شديدة بحق المحكمة عموماً وخان وأفراد أسرته على وجه التحديد.
وانتقد محدثنا تحذير كريم خان بل تهديده حيث نصت الرسالة على إنذارصريح يقول: “استهدفْ إسرائيل، وسوف نستهدفك، لقد تمّ تحذيرك”.
