اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة في الهلالية بولاية الجزيرة السودانية
قسم الاخبار الدولية 08/11/2024
تشهد ولاية الجزيرة السودانية تصعيدًا خطيرًا في العنف بعد تقارير تشير إلى أن قوات الدعم السريع (RSF) قد ارتكبت مجزرة في منطقة الهلالية، أسفرت عن مقتل 161 شخصًا على الأقل. الهجوم وقع ضمن سلسلة من الاعتداءات العنيفة التي استهدفت المدنيين في مناطق متعددة من الولاية مثل تمبول والرفاعة والهلالية، وذلك في سياق النزاع العسكري المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في أبريل 2023.
تفاصيل الهجوم
تقرير من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، مثل العفو الدولية، وصف الهجمات بأنها “مجزرة” تميزت باستخدام أساليب عشوائية للقتل والتدمير. الهجوم تضمن إطلاق النار على المدنيين في منازلهم، في الأسواق، وفي الشوارع، فضلًا عن عمليات نهب للممتلكات بما في ذلك المستشفيات والأسواق. هذا التصعيد أسفر عن نزوح آلاف الأسر في محاولة للفرار من مناطق الاشتباك.
أحد أقارب الضحايا الذي تحدث في تصريحات لوسائل الإعلام أشار إلى أن قوات الدعم السريع نفذت الهجوم بوحشية، وأن العديد من القرى أصبحت مهجورة بسبب استمرار الهجمات. وأضاف أن السلطات المحلية والمجتمع الدولي لم يظهروا قدرة على إيقاف هذه الممارسات التي أصبحت متزايدة بشكل مقلق.
ردود الفعل الدولية والمحلية
ردًا على هذه الهجمات، دعت منظمة العفو الدولية إلى ضرورة حماية المدنيين في السودان ووقف الهجمات العشوائية على المناطق السكنية. وقد أصدرت المنظمة بيانًا طالبت فيه جميع الأطراف المتورطة في النزاع بوقف الهجمات على المدنيين وضمان مرور آمن للنازحين وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما شجب البيان إمداد الأطراف المتحاربة بالسلاح، مؤكدًا على ضرورة فرض الحظر الأممي على الأسلحة.
من جانبها، أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن آلاف المدنيين في ولاية الجزيرة قد فروا من مناطقهم، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في السودان. وقد تم تصنيف الولاية كمناطق شديدة الخطورة التي تفتقر إلى المساعدة الإنسانية الأساسية.
التهديدات المستقبلية وتداعيات الأزمة
تستمر الاشتباكات في السودان، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في العديد من الولايات، بما في ذلك الجزيرة. النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي بدأت شرارته نتيجة لتراكمات سياسية وعسكرية، لم يُظهر أي بوادر للتهدئة. مع استمرار العنف، يصبح من الواضح أن الصراع لن يؤدي فقط إلى زيادة أعداد الضحايا من المدنيين بل سيتسبب أيضًا في تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
تواجه السودان تحديات ضخمة في استعادة السلام، حيث تتزايد دعوات المجتمع الدولي لفرض عقوبات أقوى على الأطراف المتورطة في العنف، بينما يبقى المدنيون في مرمى نيران هذه الصراعات المسلحة.