أخبار العالمإفريقيا

اتفاق سلام سوداني مع الجبهة الثورية يقابل برفض من قبل حركات أخرى معارضة

جوبا-جنوب السودان-01 سبتمبر 2020


وقعت الحكومة السودانية أمس الإثنين، اتفاق سلام مع بعض الحركات المتمردة في البلاد، والممثلة في “الجبهة الثورية السودانية” وذلك في عاصمة السودان الجنوبية جوبا بعد 17 عامًا من الصراع المسلح.


وتضمن الإتفاق التوقيع بالأحرف الأولى بين الحكومة وجبهات التمرد الممثلة في حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان ويقوده منى مناوي وكلاهما ينشطان في إقليم دارفور بغرب البلاد، والحركة الشعبية لتحرير السودان ويتزعمها مالك عقار، والمجلس الثوري الإنتقالي ويتزعمه الهادي إدريس،وتم التوقيع بحضور رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ووفد رفيع من السياسيين السودانيين إلى جانب رئيس السودان الجنوبية، سيلفا كير ميارديت، ونائبَه رياك مشار، وذلك برعاية إماراتية ومصرية.

وتمثلت أهم بنود الإتفاق الموقع في جوبا في إعطاء حكم ذاتي لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب تقسيم الموارد الإقتصادية والمالية بالمنطقتين بنسبة 60% للسلطة الفيدرالية و40% للمحلية.
ويشمل الإتفاق منح 25% من مقاعد مجلس الوزراء وكذلك التشريعي و3 في السيادي لأعضاء الجبهة الثورية السودانية.
ومن أبرز بنود الإتفاق الأمنية، منح فترة تقدر بـ 39 شهرًا لإنهاء الترتيبات الخاصة بدمج وتسريح الفرق العسكرية المسلحة التابعة لحركات التمرد.

يذكر أن الحركات المسلحة التي استنزفت الأمن الداخلي للبلاد، توحدت في جبهة واحدة =في 2013 مكونة” الجبهة الثورية السودانية” لتقاتل مجتمعة في منطقة (أبكر شولة)، وتستطيع فرض السيطرة عليها كنقطة تحول في صراعها مع حكومة عمر البشير لإقامة دولة سودانية أكثر ديمقراطية.

من جهتها،نتقدت “حركة العدل والمساواة” الجديدة في السودان، اتفاق السلام مع الجبهة الثورية في جوبا، الذي قالت إنه جزئيا ولا يحل مشاكل البلاد.
وقالت الحركة في بيان لها،أمس الإثنين،إن “اتفاق السلام جزئي مع مجموعة لا تمثل الثقل الديمغرافي لا لدارفور ولا لأي منطقة أخرى في السودان”.


وقال الفريق أول منصور أرباب يونس، رئيس الحركة في البيان، إن “ما تم من اتفاق في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان من توقيع على سلام جزئي لا يمثل إلا الذين وقعوا عليه، ولن سلام يأتي بالسلام العادل والشامل المستدام الذي يحتاجه السودان منذ استقلاله وحتى اليوم”.


وأشار إلى أن عملية سلام جوبا أسست وفق معايير خاطئة، طغت فيها عملية إقصاء محكم من بعض المجموعات وتم إقصاء غالب الحركات المسلحة من عملية السلام، لممارسة ثقافة المحاصصات وتم تقسيم منبر التفاوض.
ووفقا للبيان”نتج عن مفاوضات جوبا اتفاق يعزز حالة الإنفلات الأمني والإحتقان السياسي والإجتماعي في مناطق الحرب” مشيرا إلى أن ” الإتفاق بشكل الحالي يؤسس لمزيد من الإنهيار الأمني في دارفور نتيجة لعملية الإقصاء الممنهج حتى للراغبين في الدخول إلى عملية السلام”.


وتابع البيان: “مقاطعة ضحايا الحرب من النازحين واللاجئين لمنبر جوبا، وعزوف المجتمع الإقليمي والدولي عن دعم ورعاية منبر جوبا، والغياب الكامل لكل الحركات المسلحة ذات الوزن أضعفت المنبر كمنصة لصناعة سلام عادل وشامل في السودان وأنتجت سلاما ناقصاً ومشوهاً”.

يشار إلى أن الحركات التي لم يشملها الإتفاق هي حركة جيش تحرير السودان- جناح عبد الواحد نور، والتي تقاتل في دارفور منذ سنوات، والحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق