أخبار العالمالشرق الأوسط

“اتفاقات أبراهام” تخلو من أي إشارة إلى حل الدولتين أو القرارات السابقة لمجلس الأمن

واشنطن-الولايات المتحدة-16-9-2020
نشر البيت الأبيض الأمريكي، ليلة الأربعاء، نصوص الإتفاقيات بين الإمارات والبحرين و”إسرائيل” وتبين أنها لا تتضمن ذكر إلغاء مشروع الضم، أو تطرق إلى حل الدولتين.
وتناولت البنود الأساسية للإتفاق بين الإمارات و”إسرائيل” إقامة السلام وعلاقات دبلوماسية والتطبيع الكامل بين البلدين، واعتراف كل جانب بسيادة الطرف الآخر واحترامه، وتسوية النزاعات بين البلدين بطرق سلمية، وإنشاء سفارات وتبادل السفراء بأسرع وقت ممكن، والتزام البلدين باتخاذ خطوات لمنع أي عمل عدائي من أراضيهما ضد الدولة الأخرى، إضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات عديدة منها، منها التجارة والإستثمار والطيران والسياحة.
لكن الوثائق التي باتت معروفة باسم “اتفاقات أبراهام” تخلو من أي إشارة إلى مبادرة السلام العربية أو القرارات السابقة لمجلس الأمن الدولي، كما لا توجد هناك إشارة إلى حدود 1967، ولا إلى عاصمة في القدس الشرقية، ولا إلى قضية اللاجئين..
وحتى مفهوم “حل الدولتين” الذي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأييده له في السابق، ولا تزال الإدارة الأمريكية تدعمه، غاب تماما عن الإتفاقين، وكذلك المشروع الإستيطاني في الضفة الغربية، وفقا لموقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري.

ويستخدم إعلان السلام بين “إسرائيل” والبحرين ،لغة مشابهة جدا، إذ يقول: “ناقش الطرفان التزامهما المشترك بتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط، ومواصلة الجهود للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
لاذ بعض العرب بالصمت كالعادة، ورحب آخرون، لكن لا أحد ندّد، ويظهر الصف العربي مهادنا هذه المرة لحالة تطبيع جديدة هي الثالثة في تاريخ النزاع العربي-الإسرائيلي.
ولم تتأخر السلطة الفلسطينية في تأكيد رفضها لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، فقد اعتبرت ذلك خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافاً بالقدس عاصمة لقوات الإحتلال. ويظهر الصف الفلسطيني مُوّحداً خاصة بين حركة فتح وحركة حماس، وهو ما تأكد في بيان عن اتصال هاتفي بين محمود عباس وإسماعيل هنية.
من البديهي ألّا تعترض أيّ دولة غربية على الإتفاق، لكن من ناحية أخرى، تدعم قوى غربية كثيرة حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة ولا تعترف بالمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة منذ 1967
غيرَ أن الصراع العربي- الإسرائيلي لم يعد كما كان قبل عقود، وتحديداً عندما قاطعت الدول العربية مصر، وعلّقت عضويتها لسنوات من الجامعة العربية غداة توقيعها اتفاق “كامب ديفيد” مع إسرائيل، فبعد ذلك التاريخ، وقعت منظمة التحرير الفلسطيني اتفاق أوسلو الذي اعترفت من خلاله بحق “إسرائيل” في الوجود، ثم وقعت الأردن اتفاق “وادي عربة”!
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، علق الرئيس الأمريكي ترامب على التوقيع، عبر حسابه على تويتر قائلاً: “بعد عقود من الإنقسام والصراع، نشهد بزوغ فجر شرق أوسط جديد.
فعلا ..هو شرق أوسط جديد تحاول الدوائر الأمريكية والصهيونية منذ عقود فرضه ،ليصبح الإحتلال الإسرائيلي جسما “طبيعيا” في المنطقة وليس كيانا احتلاليا غريبا..لذلك حاولت الإدارة الأمريكية نسف حدود”سايكس بيكو”لرسم خريطة جديدة ،ولعل إنشاء ما يسمى”داعش” كان محاولة في ذلك الإتجاه..
ألم يروج”بيريز” لهذا الشرق الأوسط لتكون”إسرائيل”هي النواة” اعتمادا على ما أسماه:”العبقرية اليهودية والمال العربي السائب واليد العاملة الرخيصة”؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق