أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

إيران و “موانئ النفط العراقي” : اي أهداف إستراتيجية خلال المرحلة الجديدة ؟

تُعتبر الموانئ النفطية العراقية، مثل ميناء البصرة، نقاطًا حيوية في النظام الاقتصادي الإقليمي والعالمي.و تلعب إيران دورًا مؤثرًا في هذه المنطقة، اذ لها العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تتعلق بهذه الموانئ

   تسعى إيران إلى تحقيق تأثير أكبر على أسعار النفط العالمية من خلال التوجيه و السيطرة على تدفق النفط عبر الموانئ العراقية. و بذلك تكتسب إيران القدرة على التأثير على استراتيجيات الدول الكبرى التي تعتمد على النفط العراقي، مما يمكن أن يمنحها نفوذًا إضافيًا في المفاوضات الدولية.

الهيمنة السياسية والإستراتيجية على المنطقة

   يمكن أن تُعزز السيطرة على موانئ النفط العراقية من دور إيران كقوة إقليمية رئيسية في الشرق الأوسط. أي يمكن لإيران تقوية موقفها في النزاعات الإقليمية، وتوسيع قدرتها على التأثير في القرارات السياسية والاقتصادية في المنطقة.كما أنها قد تسعى إلى التأثير على السياسات الداخلية للعراق من خلال التحكم في موانئ النفط.

تأمين خطوط الإمداد والموارد

   تسعى إيران، من خلال الاستثمارات في البنية التحتية للموانئ، إلى ضمان استقرار إمدادات النفط التي تمر عبرها مما يساهم في تقليل المخاطر المرتبطة بالاضطرابات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على تدفق النفط.كما أن تحسين البنية التحتية في الموانئ يُساعد إيران على تطويرجملة من المشاريع الاقتصادية التي تُفيد مصالحها طويلة الأمد، بما في ذلك استثمارات في مشاريع الطاقة واللوجستيات.

تأثيرات على التوازن الإقليمي والدولي

   يمكن أن تستخدم إيران سيطرتها أو تأثيرها على الموانئ كوسيلة لمواجهة الضغوط الدولية التي تُمارس عليها، و يشمل هذا استخدام الموانئ كأداة للمساومة في المفاوضات مع القوى الكبرى

   كما يمكن أن يُعتبر تحسين السيطرة على موانئ النفط ردًا على العقوبات الاقتصادية  المفروضة على إيران، حيث يمكنها زيادة قدرتها على التأثير في الأسواق العالمية دون الاعتماد الكلي على الموارد المحلية.

فكيف تتدخل إيران في موانئ النفط العراقية من أجل تحقيق هذه الأهداف؟

تدخل إيران في موانئ النفط العراقية :الدعم العسكري والسياسي

الاستثمار في الميليشيات: تستثمر إيران بشكل كبير في دعم الميليشيات العراقية، مثل الحشد الشعبي، التي تلعب دورًا رئيسيًا في حماية وتأمين المناطق المحيطة بالموانئ النفطية كما ورد في تقرير من “معهد دراسات الأمن القومي”.في عام 2020، تم الكشف عن دعم إيران لمليشيات كتائب حزب الله في العراق، التي تشارك في حماية المرافق النفطية وفرض الأمن في مناطق النفط.

التأثير على السياسات العراقية: تستخدم إيران علاقاتها مع السياسيين العراقيين لدعم مصالحها في الموانئ النفطية.

و في عام 2018، ضغطت إيران على حكومة العراق لتقديم تنازلات بشأن المشاريع النفطية في البصرة، مما يعكس تأثيرها في صنع بعض السياسات المحلية.

الاستثمارات الاقتصادية والبنية التحتية

تمول إيران مشاريع تطوير في البنية التحتية للموانئ العراقية، بما في ذلك تحسين المرافق والخدمات اللوجستية.مشروع ميناء الفاو الكبير: تستثمر إيران في تطوير ميناء الفاو الكبير في العراق، الذي يُتوقع أن يضاعف قدراتها اللوجستية والنقل البحري.أشار تقرير من “شركة العربية”  إلى أن “مشروع ميناء الفاو الكبير سيعزز من قدرات إيران في التحكم في تدفقات النفط، مما يوفر لها ميزة استراتيجية في السوق الإقليمي.”

التلاعب بالأسواق والضغط الاقتصادي

يمكن لإيران التأثير على العرض العالمي للنفط من خلال السيطرة على موانئ النفط العراقية.ففي عام 2019، استخدمت إيران هذا النفوذ لتقليل الإمدادات النفطية كوسيلة للضغط على القوى الكبرى في المفاوضات النووية.و ذكر تقرير من “وكالة الطاقة الدولية” أن “القدرة على التحكم في تدفقات النفط من العراق يمكن أن تعطي إيران القدرة على التأثير على أسعار النفط العالمية، مما يدعم موقفها في المحافل الدولية.”.

كما يعكس استخدام إيران لموانئ النفط كوسيلة للضغط على القوى الكبرى استراتيجيتها الأوسع في استخدام الموارد الاقتصادية كأداة للمساومة. .

الاستراتيجيات الأمنية والتجسس

تحسين الأمن في الموانئ: ركزت إيران على ضمان الأمن في الموانئ من خلال تزويد العراق بتقنيات وأدوات حديثة.كما أفاد تقرير من “معهد الدراسات الأمنية” أن “التحسينات الأمنية في الموانئ يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر والهجمات، مما يضمن استقرار عمليات تصدير النفط.”

 جمع و استغلال المعلومات:  تستفيد إيران من وجودها في الموانئ لجمع معلومات استخباراتية حول أنشطة النفط وعمليات التصديرمما يدعم  قدرتها على اتخاذ خطوات استراتيجية تتعلق بالإدارة الأمنية والنفطية

الهجمات على المنشآت النفطية: شهدت منشآت النفط في العراق، مثل ميناء البصرة، سلسلة من الهجمات من قبل جماعات مسلحة، بعضها مرتبط بإيران. ففي عام 2020، تعرضت منشآت النفط في البصرة لهجوم بالصواريخ، مما أدى إلى توقف جزئي في عمليات التصدير، و يعكس هذا التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه إيران في حماية استثماراتها في الموانئ العراقية.

 الاضطرابات السياسية: يمكن أن تؤثر التوترات السياسية في العراق على استقرار المشاريع الإيرانية. اذ ذكرتقرير من “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” أن “الاضطرابات السياسية في العراق قد تؤدي إلى صعوبة تنفيذ المشاريع الاقتصادية، بما في ذلك استثمارات إيران في البنية التحتية للموانئ.”

 الفساد الإداري:يعاني العراق من مشاكل فساد كبيرة تؤثر على فعالية المشاريع الاقتصادية. كما ذكر في تقرير من منظمة “الشفافية الدولية” أن “الفساد في قطاع النفط العراقي يشكل عائقًا أمام الاستثمار الأجنبي، بما في ذلك الاستثمارات الإيرانية.”

 الأزمات المالية: يواجه العراق أزمة مالية خانقة تؤثر على قدرة الحكومة على تحسين البنية التحتية، كما أقر البنك الدولي في 2022 أن “الأزمات المالية والديون الكبيرة تضعف قدرة العراق على تحسين بنيته التحتية، بما في ذلك موانئ النفط.”

تسعى إيران لتحقيق أهداف جيواستراتيجية متعددة من خلال التأثير على موانئ النفط العراقية، بما في ذلك تحسين موقعها الإقليمي، ضمان استقرار الإمدادات النفطية، والتأثير على السياسات الدولية. تتطلب هذه الأهداف دراسة متعمقة للتحديات والفرص التي قد تواجهها إيران في هذا السياق، مما يوفر فهماً شاملاً لاستراتيجياتها ومصالحها في العراق و كامل المنطقة و المجال النفطي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق