إيران تنفذ حكم الإعدام في منفذ هجوم سفارة أذربيجان وسط تقارب دبلوماسي حذر بين البلدين

قسم الأخبار الدولية 21/05/2025
نفذت السلطات الإيرانية، اليوم الأربعاء، حكم الإعدام بحق ياسين حسين زاده، المتهم بتنفيذ الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في طهران عام 2023، والذي أسفر عن مقتل رئيس أمن السفارة وحارسين، في حادثة عمّقت التوترات السياسية بين طهران وباكو آنذاك.
وجاء تنفيذ الحكم في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تقاربًا نادرًا، توّج بزيارة رسمية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العاصمة الأذربيجانية باكو الشهر الماضي، وهي خطوة وُصفت بأنها بداية لإذابة الجليد بعد سنوات من التصعيد والاتهامات المتبادلة.
وكانت المحكمة الإيرانية قد قضت بأن الدافع وراء الهجوم “شخصي”، إذ أكد المتهم خلال محاكمته أنه اقتحم السفارة ببندقية كلاشنيكوف ظنًا منه أن زوجته كانت داخلها ورفضت مقابلته، بحسب ما نقلته وكالة “ميزان” الرسمية التابعة للقضاء.
رغم الطابع الشخصي الذي قدمته الرواية الإيرانية، وصفت أذربيجان الهجوم في حينه بأنه “عمل إرهابي”، واتهمت طهران بالتحريض عليه، ما أدى إلى طرد متبادل للدبلوماسيين وتعليق عمل السفارة لفترة، قبل أن يُعاد افتتاحها مؤخرًا في خطوة رمزية باتجاه استئناف العلاقات.
ويأتي التطور القضائي الأخير وسط ملف شائك من الخلافات الجيوسياسية بين الطرفين. فإيران، التي تضم أقلية أذرية واسعة، تتوجس من نفوذ باكو المتزايد وتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل، خاصة في ضوء دعم تل أبيب العسكري لأذربيجان. كما تُبدي طهران اعتراضًا صريحًا على مشروع “ممر زنغزور”، الذي ترى فيه تهديدًا استراتيجيًا لوصولها البري إلى أرمينيا، الحليف الإقليمي لطهران.
وفي محاولة لتهدئة الأجواء، شهد الأسبوع الماضي مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين، تزامنت مع تصريحات للرئيس بزشكيان أعرب فيها عن رغبته في “معالجة الخلافات وتعزيز التعاون الثنائي”، مشددًا على أهمية استقرار المنطقة.
ورغم المؤشرات الإيجابية، لا تزال العلاقات بين طهران وباكو تواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالاصطفافات الإقليمية، والانقسام الحاد حول التوازنات الحدودية، والدور الإسرائيلي في جنوب القوقاز، ما يجعل أي تقارب دبلوماسي هشًا وقابلاً للانتكاس في حال بروز أي تطور أمني مفاجئ.