أخبار العالمالشرق الأوسط

إيران تنشر أنظمة الحرب الإلكترونية في الخليج ومضيق هرمز لتعطيل الطائرات الأميركية وواشنطن تهدد

تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط مع إطلاق إيران حملة حرب إلكترونية منسقة عبر الخليج العربي ومضيق هرمز مستهدفةً الطائرات العسكرية الأمريكية والعمليات البحرية بتشويش مكثف على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والاتصالات، وهذا قد أثّر كثيرا على نجاح الغارات الأمريكية وفي وقت سابق قد أعلن مسؤول بالبنتاغون أن أمريكا تتكبد خسائر مادية وعسكرية هائلة قد فاقت كل التوقعات.

تشير هذه الخطوة إلى استعداد طهران المتزايد لمواجهة القوات الأمريكية، عبر المواجهة التكنولوجية المباشرة في واحدة من أكثر مناطق العالم حيويةً من الناحية الاستراتيجية.

وفقًا لمسؤولين دفاعيين واستخباراتيين أمريكيين، فعّلت إيران أنظمة تشويش أرضية قادرة على التشويش على الملاحة عبر الأقمار الصناعية وتعطيل روابط الاتصال بين المنصات الجوية ومراكز القيادة.

تأثير أنظمة الحرب الإلكترونية

يؤثر هذا النشاط بالفعل على طائرات المراقبة التابعة لسلاح الجو الأمريكي، بما في ذلك طائرات استخبارات الإشارات RC-135 Rivet Joint، ومنصات المراقبة الأرضية E-8C Joint STARS، وطائرات MQ-9 Reaper المسيرة. والتي تعتمد جميعها بشكل كبير على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المتواصلة ووصلات البيانات الآمنة للعمل بفعالية في المجال الجوي المتنازع عليه.

وأكدت مصادر مطلعة على العمليات العسكرية الإقليمية أن عدة طائرات أمريكية أبلغت مؤخرًا عن تدهور في وظائف نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أثناء قيامها بمهام استطلاعية فوق الخليج. في بعض الحالات، أجبرت هذه الأعطال الطائرات على الانتقال إلى أوضاع ملاحة احتياطية أو تغيير أنماط طيرانها لتجنب اختراق المجال الجوي.

كما يؤثر التشويش على الطائرات المستخدمة لمراقبة التحركات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك تتبع عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية المحتملة أو تحديد مواقع الأصول البحرية ضمن بحرية الحرس الثوري الإسلامي.

على مدى العقدين الماضيين، وسّعت إيران قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية بشكل مطرد من خلال عمليات الاستحواذ الأجنبية والابتكارات المحلية، مرسِّخةً بذلك مكانتها كقائد إقليمي في هذا المجال الذي يزداد أهمية.

وقد طوّرت الجمهورية الإسلامية مجموعةً من أنظمة الحرب الإلكترونية القادرة على تشويش الرادارات، ووصلات الاتصالات، وإشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والملاحة عبر الأقمار الصناعية التي تستخدمها قوات العدو.

ويعتقد أن أنظمةً مثل “فجر” و”نصر” تُوفّر تشويشًا أرضيًا واعتراضًا للإشارات، بينما تُوسّع المنصات المتنقلة المثبّتة على الشاحنات أو الطائرات قدرة إيران على نشر التشويش الإلكتروني على مساحات أوسع.

تقنيات انتحال الرادار والاندماج الإلكتروني

زعمت إيران أيضًا امتلاكها تقنيات انتحال الرادار والاندماج الإلكتروني السيبراني التي تهدف إلى تضليل أو تعطيل منصات مراقبة العدو وقد ساهم قطاع الدفاع الإيراني، بما في ذلك مؤسسات مثل شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية (IEI) ووحدات الأبحاث التابعة للحرس الثوري الإيراني في دفع عجلة هذا التطور. وبحسب مصادر مطلعة فقد نجحت إيران في التشويش على الهجوم الإسرائلي عليها وهذا ما ازعج كثيرا الكيان الصهيوني وامريكا.

حيث سعت هذه المؤسسات إلى تجاوز العقوبات الدولية من خلال الهندسة العكسية للأنظمة الغربية التي تم الاستيلاء عليها ودمجها في تصميمات محلية. وقد أتاحت هذه التطورات لإيران تحدي خصومها المتفوقين تقنيًا بوسائل غير متكافئة، مما جعل الحرب الإلكترونية ركيزة أساسية في استراتيجيتها الدفاعية والردعية.

يتزامن هذا التصعيد في الحرب الإلكترونية مع تصاعد أوسع في الأعمال العدائية الإقليمية منذ 15 مارس، شنّت القوات الأمريكية حملة عسكرية متواصلة ضد الحوثيين في اليمن، مستخدمةً غارات جوية دقيقة وهجمات صاروخية، بما في ذلك نشر قاذفات الشبح بي-2إيه سبيريت لاستهداف مواقع بالغة الأهمية مرتبطة بإطلاق الصواريخ وأنشطة الطائرات المسيرة.

وكثّف الحوثيون، هجماتهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر، مستخدمين صواريخ باليستية مضادة للسفن وطائرات بدون طيار لتعطيل حركة الملاحة البحرية وتحدي الدوريات البحرية التي تقودها الولايات المتحدة.

يبدو أن هجمات إيران الإلكترونية مصممة ليس فقط لحماية قواتها من الرد الأمريكي، بل أيضًا لتأكيد هيمنتها في المجال الكهرومغناطيسي في منطقة تعدّ فيها السيطرة على السماء والبحر أمرًا أساسيًا للتنقل الاستراتيجي والاستقرار الاقتصادي.

وتتركز عمليات التشويش حول نقاط عبور حيوية، وخاصة مضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من 20% من إمدادات النفط العالمية يوميًا. ويثير تعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في هذه المنطقة مخاطر أمنية جسيمة على السفن العسكرية والمدنية، مع احتمال حدوث أعطال في الملاحة أو تصادمات أو سوء فهم في المياه المزدحمة.

أمريكا تعرب عن قلقها وتراقب عن كثب

 ويراقب الجيش الأمريكي ويقيّم بنشاط التهديد المتطور، مع التركيز على حماية طائراته واستعادة حرية العمل في المناطق المتضررة. ويقال إن خبراء الحرب الإلكترونية ينشرون تدابير مضادة، مثل الهوائيات الاتجاهية وترقيات تشفير الإشارات، وتقنيات القفز الترددي، للتخفيف من آثار التشويش والتضليل.

هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران الحرب الإلكترونية لتحدي التفوق الجوي الأمريكي. ففي عام 2011، قالت طهران أنها استخدمت التلاعب بالإشارات لاعتراض طائرة أمريكية مسيرة من طراز RQ-170 Sentinel.

ومؤخرًا، تعرضت سفن وطائرات البحرية الأمريكية المسيرة لتشويش متقطع في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) خلال عمليات حرية الملاحة قرب المناطق البحرية الخاضعة لسيطرة إيران.

و تشكل هذه التكتيكات جزءًا من استراتيجية إيرانية أوسع نطاقًا للحرب غير المتكافئة، تسعى من خلالها إلى استغلال نقاط الضعف في الأنظمة الغربية عالية التقنية باستخدام أدوات منخفضة التكلفة نسبيًا ومطورة محليًا.

وتزيد الجولة الأخيرة من التشويش من حدة التوتر في بيئة متقلبة أصلاً، حيث تتداخل بؤر التوتر العسكري في العراق وسوريا ولبنان واليمن مع المناورات الجيوسياسية التي تقوم بها إيران والولايات المتحدة وحلفاؤهما.

ومع تحول الطيف الكهرومغناطيسي إلى جبهة مواجهة جديدة، يتزايد خطر سوء التقدير أو التصعيد غير المقصود، لا سيما في المجال الجوي والمياه المشتركة بين قوى دولية متعددة.

ومن المرجح أن تهدف خطوات واشنطن التالية إلى تعزيز مراقبتها الجوية وقدراتها الملاحية، مع إرسال إشارة إلى طهران بأن التدخل العدواني لن يمر دون رد.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق