إيران تلوّح بتقليص التعاون مع «الطاقة الذرية» وتحذّر من تصعيد غربي في ملفها النووي

قسم الأخبار الدولية 09/06/2025
حذّرت إيران من تداعيات تصعيد غربي محتمل ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد اليوم في فيينا، مهددة بوقف التعاون مع الوكالة إذا جرى تمرير مشروع قرار يدينها بشأن التزاماتها النووية. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن طهران «لن ترد على المواجهة بمزيد من التعاون»، معتبراً أن أي خطوة ضدها ستكون «خطأ استراتيجياً».
وجاءت هذه التصريحات بعد تداول أنباء عن نية الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) طرح مشروع قرار جديد يدين إيران على خلفية ما وُصف بـ«عدم تعاونها الكامل» مع الوكالة، في أول إجراء من نوعه منذ نحو 20 عاماً قد يمهّد لإعادة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن.
وأظهر تقرير سري صادر عن الوكالة أن إيران باتت تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تكفي لإنتاج قرابة عشر قنابل نووية إذا ما رُفعت نسبة التخصيب إلى مستويات عسكرية. التقرير أشار أيضاً إلى أن الوكالة لم تعد قادرة على تقديم ضمانات بأن البرنامج الإيراني سلمي بالكامل.
من جانبه، حذّر المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي من أن الوكالة لا يمكنها أن تتوقع «تعاوناً شاملاً وودياً» من إيران في ظل ما وصفه بـ«الضغوط السياسية».
وتزامن التصعيد الدبلوماسي مع مفاوضات غير مباشرة متعثرة بين طهران وواشنطن تهدف إلى إحياء اتفاق 2015 النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018. وصرّح بقائي أن طهران ستقدّم قريباً مقترحاً جديداً عبر سلطنة عُمان، داعياً واشنطن إلى «تثمين» هذا المقترح، ورفض المقترح الأميركي الأخير واصفاً إياه بـ«غير المقبول».
وكان رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قد قال إن المقترح الأميركي «لا يتضمن حتى رفع العقوبات»، داعياً الإدارة الأميركية إلى تغيير نهجها إذا أرادت الوصول إلى اتفاق جديد. واعتبر أن بقاء الضغوط دون مقابل يُظهر «وهم» واشنطن في تحقيق مكاسب دون تنازلات.
التوتر المتصاعد يعيد إلى الواجهة المخاوف من انهيار ما تبقى من الإطار الدبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني، في وقت تستعد فيه الوكالة الذرية لاتخاذ قرارات قد تعيد رسم معادلات المواجهة بين طهران والغرب.