إيران تكثف مساعيها لاستئناف العلاقات مع مصر وتدعو شراكات سياحية واستثمارات خاصة

قسم الأخبار الدولية 09/06/2025
كثّفت إيران جهودها الدبلوماسية لاستئناف علاقاتها مع مصر، في خطوة وُصفت بأنها جزء من إستراتيجية حكومية أوسع لتعزيز التقارب الإقليمي، إذ أعلن وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الإيراني، رضا صالحي أميري، أن بلاده بدأت بالفعل محادثات ثنائية مع القاهرة بهدف إعادة فتح قنوات التواصل السياسي والسياحي.
وكشف أميري، في مقابلة مع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، عن نتائج زيارته الأخيرة إلى مصر التي جرت الشهر الماضي، موضحًا أن الزيارة جاءت ضمن جهود رسمية لاستئناف العلاقات مع دولة كبرى في المنطقة، مشيرًا إلى أن “مصر بلد يضم 115 مليون نسمة ويمتلك ثقلًا حضاريًا وتراثيًا ودينيًا لا يمكن تجاهله”.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن هناك اهتمامًا متبادلًا بين الجانبين لتطوير العلاقات، مؤكدًا أن “إرادة الحكومتين تمهد الطريق أمام إعادة العلاقات الدبلوماسية”، ومضيفًا أن المرحلة الراهنة شهدت خطوات إيجابية، خصوصًا على صعيد التعاون السياحي، وأن “العقبات الجدية باتت محدودة”.
وأوضح أميري أن جهود وزير الخارجية الإيراني تلعب دورًا حاسمًا في تمهيد الأرضية السياسية، مؤكدًا أن استئناف العلاقات السياسية سيمهد بدوره لتعزيز التعاون الثقافي، وهو ما تعول عليه طهران بشكل خاص في علاقاتها الخارجية.
وفي سياق متصل، دعا الوزير الإيراني القطاع الخاص المصري إلى دخول السوق الإيرانية والمشاركة في مشاريع سياحية كبرى، معربًا عن استعداد بلاده لتسهيل حركة السفر بين البلدين سواء عبر الرحلات الجوية أو البرية، وتنظيم برامج سياحية ثقافية وتاريخية ودينية مشتركة.
وتزامنت هذه التحركات مع اتصال هاتفي جرى الأسبوع الماضي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، قدّما خلاله التهاني بمناسبة عيد الأضحى، وأكدا ضرورة تجنب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، في إشارة لحرص الجانبين على ضبط الإيقاع السياسي في ظل التوترات الإقليمية.
ويُذكر أن الاتصال بين الرئيسين جاء عقب زيارة أجراها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للقاهرة، حيث التقى خلالها بالرئيس السيسي، في مؤشر واضح على وجود تنسيق سياسي رفيع المستوى قد يفضي إلى تطبيع تدريجي للعلاقات بعد قطيعة طويلة.